رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


إمدادات النفط العالمية لعام 2013 .. ماذا يجب مراقبته؟

كان عام 2012 عامًا آخر لنمو الإمدادات النفطية العالمية، ولا سيما من المنتجين من خارج دول منظمة أوبك، على الرغم من حدوث بعض الانقطاعات الكبيرة هنا وهناك. لقد عوض النمو الكبير في إنتاج النفط من الولايات المتحدة، خصوصًا من طبقات النفط المحكمة (النفط الصخري) الانقطاعات والتوقفات التي حدثت في عدد من المناطق الأخرى من خارج منظمة أوبك، بما في ذلك البرازيل، بحر الشمال، أذربيجان وجنوب السودان.
التوقعات لعام 2013 هي إلى حد ما مشابهة لعام 2012، حيث من المتوقع أن يشهد العام الحالي أيضًا نموًا في الإمدادات مع احتمال أن يشهد صورة مشابهة من التوقفات. إن قوة الإمدادات من المنتجين من خارج دول منظمة أوبك هي عامل رئيس في أسواق النفط العالمية، جنبًا إلى جنب مع الزيادة في الطاقات الإنتاجية لدول منظمة أوبك. لكن، عدم اليقين حول حجم نمو الإمدادات من المنتجين من خارج دول منظمة أوبك يمثل خطرًا تصاعديًا مهمًا لأسعار النفط العالمية خلال عام 2013.
لقد استمر نمو إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام وسوائل الغاز الطبيعي بصورة كبيرة، حيث ارتفع إنتاجها بنحو واحد مليون برميل في اليوم خلال عام 2012، تقريبًا معظم هذه الزيادة أتت من ارتفاع إنتاج النفط من طبقات الرمال المحكمة Tight Oil الغنية بالنفط في حوض باكن Bakken في ولاية داكوتا الشمالية، ومن طبقات السجيل الغازي الغنية بالنفط في ولاية تكساس، خصوصًا من حقل النسر فورد (Eagle Ford). الاستثمارات في مصادر النفط المحكمة (النفط الصخري) ستكون قياسية أيضًا في عام 2013، فمن المتوقع أن يشهد الإنتاج الأمريكي نموًا مماثلاً للعام الماضي إلى حد ما، لكن الاختناقات في البنية التحتية، وخصوصًا في خطوط النقل والتجهيز سيهدد وتيرة النمو. سيكون هناك أيضًا فترة فحص دقيق على نتائج عمليات الحفر في ترسبات الرمال المحكمة الجديدة، مثل ترسبات أوتيكا في شمال شرق الولايات المتحدة وكلاين في ولاية تكساس.
خلال هذا العام من المتوقع أن يتخذ القرار النهائي بشأن مشروعي خطوط أنابيب رئيسة، هما؛ خط أنابيب keystone XL وخط أنابيب البوابة الشمالية، كلا الخطين يجابهان اعتراضات قوية من قِبل الجماعات المؤيدة للبيئة. إذا كان القرار يصب في مصلحة بناء خطي الأنابيب، فإن ذلك سيقلل من شأن المخاوف بخصوص القيود المفروضة على نمو الإنتاج من الرمال النفطية الكندية، ومن طبقات الرمال المحكمة للولايات الثمانية والأربعين السفلى للولايات المتحدة.
على الرغم من أن إنتاج النفط من حقل كاشاغان في كازاخستان كان من المتوقع أن يبدأ في وقت متأخر من عام 2012، إلا أن الواقع الحقيقي لبدء الإنتاج بصورة آمنة لمثل هذا المشروع المعقد قد دفع موعد التشغيل إلى الربع الثاني من عام 2013. التفاؤل المفرط في تقديرات تاريخ بدء الإنتاج وتكاليف التطوير لهذا الحقل قد فاقمت من الضغوط على هذا المشروع، كما أن المشاركين والمساهمين في عملية التشغيل قد تغيروا في مناسبات مختلفة. عدم اليقين الرئيس الآخر الذي أثر في المشروع هو النمو في وتيرة الإنتاج من هذا المشروع، الذي ينطوي على إعادة حقن كميات كبيرة من الغاز الحامضي بضغوط عالية جدًا، ووصول إنتاجه في وقت مبكر إلى 300 ألف برميل في اليوم.
في جنوب السودان توقف نحو 330 ألف برميل في اليوم من إنتاج النفط منذ مطلع عام 2012، على خلفية الخلاف بخصوص رسوم النقل المستحقة للسودان. بعد الاتفاقات الأولية التي أبرمت في أيلول (سبتمبر) 2012، كان جنوب السودان يأمل في استئناف صادراته في أواخر العام الماضي. لكن تطبيق بنود هذه الاتفاقات لا يزال بعيد المنال، حيث تتوقف عملية التنفيذ على اتفاق أمني أوسع لترسيم المناطق الحدودية المتنازع عليها ونزع سلاح. المحادثات لا تزال جارية وأقرب وقت متوقع لاستئناف الإنتاج هو منتصف آذار (مارس) المقبل. لكن ليس من الواضح مدى السرعة في عودة الإنتاج إلى معدلاته السابقة بعد الإغلاق السريع للحقول في العام الماضي.
أما في البرازيل، فقد انخفض إنتاج السوائل الهيدروكاربونية بمعدل 2.0 في المائة في عام 2012، على خلفية برامج صيانة واسعة النطاق في حوض كامبوس وتوقف الإنتاج في أحد الحقول التي تديرها شركة شيفرون منذ آذار (مارس)، هذا يعتبر أول انخفاض في إنتاج البرازيل منذ عام 2004. انتعاش إنتاج النفط البرازيلي من جديد يتطلب إعادة التشغيل المبكر لحقل شركة شيفرون، وبدأ الإنتاج في الوقت المحدد من المشاريع التي تقوم بتطويرها شركة بتروبراس في الحقول تحت طبقات الملح.
في كندا، تعرضت أسعار الخام الكندي لضغوط منذ أواخر عام 2012، نتيجة للاختناقات في خطوط الأنابيب التي تقوم بنقل النفط الخام إلى الولايات المتحدة. إن استمرار انخفاض أسعار الخامات الكندية لفترة طويلة قد يقلل أو يؤجل من الاستثمارات في تطوير حقول الرمال النفطية العالية الكلفة. هذه الضغوط على أسعار النفط الخام لم تقتصر فقط على كندا، بل تعدتها إلى بعض مناطق الولايات المتحدة التي تعاني أيضا اختناقات لوجستية في خطوط النقل، خصوصًا في حوض باكن في ولاية داكوتا الشمالية.
كما في عام 2011، كان هناك اضطراب كبير أيضًا في إنتاج بحر الشمال خلال عام 2012 بسبب حدوث انقطاعات وتوقفات نتيجة مشكلات فنية معقدة وبرامج صيانة موسمية مكثفة؛ وذلك لتنفيذ أعمال تطوير وتحديث للبنية التحتية المهترئة. حدوث نمط مماثل من التوقفات هو أقل احتمالاً في عام 2013، لكن لا يمكن استبعاده.
في أذربيجان، من المتوقع أن يواصل حقلها العملاق (Azeri-Chirag-Guneshi) التعثر أيضًا في عام 2013، حيث إن متوسط إنتاج الحقل حاليا نحو 670 ألف برميل في يوم، أي نحو 20 في المائة أقل من الذروة التي وصلها في عام 2010 والتي تقدر بأكثر من 820 ألف برميل في اليوم. من المتوقع أن يبدأ تشغيل المنصة السادسة من الحقل في وقت متأخر من العام الحالي التي ستسهم بأكثر من 100 ألف برميل في اليوم؛ ما قد يرفع الإنتاج الإجمالي للحقل مرة ثانية إلى أكثر من 750 ألف برميل في اليوم.
إن إمدادات النفط من دول منظمة أوبك تأثرت في عام 2012 بالعقوبات المفروضة على إيران، لكن في الوقت نفسه حدث تحسن كبير في إنتاج النفط العراقي، كما قامت بقية الدول الأعضاء بالتعويض عن النفط الإيراني. إنتاج النفط العراقي حقق نتائج إيجابية خلال عام 2012، من المتوقع أن يستمر في هذا الاتجاه في هذا العام أيضًا، ما لم يتأثر بالأحداث السياسية الجارية التي قد تضع بعض الضغوط على نمو الإنتاج. على الرغم مع ذلك، فإنتاج النفط العراقي ينبغي أن يرتفع بنحو 300 ألف برميل في اليوم في عام 2013، هذا النمو سيعوض التراجع الذي شهده إنتاج النفط الليبي أخيرًا.
مع قوة الإنتاج المتوقع حاليًا من المنتجين من خارج دول منظمة أوبك لعام 2013، من المتوقع أن ينخفض إنتاج دول منظمة أوبك بشكل طفيف في عام 2013 مقارنة بمستويات عام 2012، يرجع ذلك بصورة رئيسة إلى قيام بعض دول المنظمة بخفض إنتاجها من النفط وبصورة خاصة المملكة العربية السعودية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي