البوصلة والشراع.. في يد الهزاع!

في شهر رجب من العام الماضي، صدر قرار مجلس الوزراء بتحويل التلفزيون والإذاعة إلى هيئة مستقلة ذات شخصية اعتبارية، وذلك لتخليصها من البيروقراطية التي قيدت حركتها في ظل المنافسة الشديدة في الفضاء المفتوح.. وصدر أخيرا أمر ملكي بتعيين عبد الرحمن الهزاع رئيساً لهذه الهيئة بالمرتبة الممتازة.. وهو اختيار موفق لخبرة المعين في المجال الإعلامي، والمهم من ذلك للصفات التي من أهمها الوضوح وعدم الوعد بما لا يستطيع الوفاء به.. وهذه صفة مهمة في المسؤول القيادي.. ولأن العزيز (أبو ياسر) مقبل على تحديات كبيرة.. بل إنه كمن يمشي على حد السيف (وأتصور أن الكل يعرف معنى ذلك جيداً) فإنه يحتاج إلى العون بالرأي والمشورة ليس من المختصين فقط وإنما من الجميع، ولذا فقد اهتم بالعمل على تصميم موقع إلكتروني تفاعلي يتلقى الآراء ويغربلها.. وسيقبل قسوة النقد كعادته في مواقف عديدة.. وقبل الدخول في المقترحات التي أعلم أنها أو على الأقل بعضها تدور في مخيلته أو سبق أن طرحت عليه.. أستعرض لمحة تاريخية عن مسيرة الإذاعة والتلفزيون في بلادنا التي بدأت في وقت مبكر.. فبالنسبة للإذاعة بدأت في عام 1932 في عهد الملك المؤسس وكانت تسمى "إذاعة مكة المكرمة".
أما التلفزيون فقد أعلن عن تأسيسه عام 1962، ولم يبدأ البث الرسمي إلا في عام 1965 من محطتي الرياض وجده بالأبيض والأسود.
اليوم وقد أصبحت "البوصلة والشراع في يد عبد الرحمن الهزاع" نأمل أن يوفق لتوجيه دفة مركب الإذاعة والتلفزيون الوجهة الصحيحة وذلك بالمحافظة على أن يكون إعلاماً هادفاً.. مع إدخال التشويق المناسب لكسر حاجز "غصب واحد" التي كانت نكتة سامجة لا نود سماعها.
ومن المقترحات أن تكون القناة الأولى للتلفزيون إخبارية على نمط "الجزيرة" و"العربية" اللتين كسبتا المشاهدة الأعلى لأنهما تقدمان الخبر مباشرة وبسرعة بلا معزوفات سابقة ولاحقة.. كما أن البرامج الحوارية في الأولى والإخبارية يجب أن تكون بتوازن، فلا تطغى عليها الإثارة والصراخ كما هي برامج معروفة في محطات أخرى.. ولا هي باردة ورسمية لا يتحرك المذيع والضيوف فيها إلا بحركة بطيئة حتى لا يميل العقال والغترة، ومن المهم أن تطرح الحلول خلال البرامج الحوارية لا أن تكون للإثارة والامتصاص كما يقول البعض!
أما القناة الثانية (باللغة الإنجليزية) فلا لزوم لها إطلاقاً، فالناطقون باللغة الإنجليزية في بلادنا يتابعون محطات بلدانهم ويبقى أن يوجه جزء من بث هذه القناة للعمالة الموجودة بيننا من جنوب شرق آسيا.. وآسيا عامة بلغاتهم لإيصال التعليمات الخاصة بأنظمة العمل وغيرها إليهم ونصل إلى القنوات الرياضية لأقول إنها في حاجة إلى تطوير في برامجها الحوارية والمهم هو الكيف وليس الكم.. فإحداها يجب أن تكون للشباب ومواهبهم ونشاطاتهم والثانية "لسباقات الخيل" بدل أن تقطع علينا البرامج في القناة الأولى ثم تنتقل للثانية وتعود لنا مرة أخرى.. ويبقى أن نقول إن التطوير المطلوب يتطلب جذب بعض العناصر السعودية المهاجرة في المحطات الفضائية الناجحة مهما كانت المخصصات والمرتبات التي لا تقاس بسلم الرواتب الحكومية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي