رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


الصراحة لدينا ولديهم

ذكر صديقي أن المسؤول في اليابان قد ينتحر وقد يستقيل في الغرب، ولكن لدينا يجد طريقا إلى إعادة التموضع في كل مرة. فالحمد لله لا تجد من ينتحر خوفا من الله ولا تجد من يستقيل تقديرا وولاء لرئيسه. بل في الغالب يحافظ على بقاء المدير وتبييض وجهه، لعل التموضع لا يصبح أكثر صعوبة وإن كان جاهزاً ومستعداً لحالة وشكل آخر للتموضع حتى في أضيق الأماكن وأكثرها رعونة، لعل السحابة الغماء تزول، أو أن عامل الزمن يعمل عمله ويصبح المتموضع أكثر مرونة. العربي صبور وقادر على التكيف ما دام المطلوب ليس مسألة أكثر دقة وصراحة مؤلمة. فهو بحمد الله قادر على التعامل مع الجانب المعنوي دون حياء، ولديه الطموح المالي إذا رأى أن البيئة مواتية.
للحياة دائما جانب معنوى وجانب مادي وهما في تكامل وتدافع وتبادل أحيانا أخرى. التوازن بينهما يخضع لظروف عادة أكبر من دور الفرد، ولكن لا يمكن إغفال دور الفرد وإلا دخلنا شريعة الغاب. ولذلك للظروف الموضوعية العامة دور في التوازن بين الدور المجتمعي في خلال المؤسسات وبين الفرد بوصلته المعنوية. الواقعي الحقيقي للعرب يجعل من سوء الأداء مقارنة بشعوب العالم ظرفا معنويا محرجا يزيد عليه أن الغالبية العظمى من العرب في وضع اقتصادي صعب. ولكن الجانب المعنوي الهزيل يجعل من الإنتاجية - الماكينة الحقيقية للاقتصاد ماكينة بطيئة ومخجلة الأداء، مما يزيد الانكفاء المعنوي.
خلخلة هذه الدائرة المفلسة عمل صعب. جاءت في بالي هذه الجدلية على أثر المؤتمر والندوات الصغيرة والكبيرة. فنحن نريد توحيد البليد مع البليد ليكون لدينا بليد أكبر، أو هكذا بدأت النهاية المنطقية للوحدة الاقتصادية، بعد أن فشلنا في التنسيق السياسي بعد عشرات المؤتمرات. التنسيق الاقتصادي أصعب وإن بدا أكثر منطقية. السبب الرئيس أن كل هذه الدول عدا دبي، لم تستطع إيجاد النموذج الصالح لها فردياً، ولم تستطع مواجهة استحقاقات الإصلاح الاقتصادي قبل التفكير في تصدير الإصلاح إلى غيرها مساعدة للآخرين، ولم تستطع ملامسة آفة الدعم ولم تتحدث حقيقيا عن الإنتاجية. الإنتاجية هي الوجه المادي للجانب المعنوي في الحياة. التعامل مع الإنتاجية يتطلب حلولا واضحة لأخذ الفرد من استكانته التموضعية وفي هذا إزعاج مرير ونحن نريد تطورا دون إزعاج لأحد.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي