رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


إلى قادة العرب .. الخير في بلادكم والقوة في شعوبكم

لا أحب الكتابة في السياسة لكثرة دهاليزها وغموضها وتناقضاتها .. لكنني اليوم لا أعدو كوني أحرر رسالة من الشعوب العربية إلى قادتها الذين يجتمعون غداً وبعد غد في مدينة الرياض ''بيت العرب''. وتبدأ الرسالة بالحديث عن أهمية المحور الرئيسي في قمة تكتسب أهميتها من الزمان والمكان والموضوع .. فالزمان يشهد أحداثاً وأخطاراً وتحديات كبيرة أمام العرب شعوباً وقادة .. والمكان عاصمة أهم دولة عربية تتمتع بعلاقات متوازنة مع الجميع، أما الموضوع فإنه ''التنمية الاقتصادية والاجتماعية'' الذي هو محور الشكوى على امتداد الوطن العربي الذي بسببه قامت الثورات وسقط المئات بل الآلاف من القتلى والجرحى .. وقضية التنمية في العالم العربي ليست علتها قلة الموارد وإنما سوء الإدارة في المقام الأول .. ولو أخذنا بلداً مثل اليابان معروف بشح موارده الطبيعية حسب المقاييس المتعارف عليها لظل في ذيل قائمة الدول النامية وربما المتخلفة، لكنه بإدارة سليمة ركز على العلم والإنسان حتى أصبح في رأس قائمة الدول المتقدمة .. ومن هنا نقول للقادة العرب المجتمعين من أجل التنمية .. إن الخير في أوطانكم ففيها من التنوع والتكامل الشيء الكثير، فالأرض الخصبة والمياه والأيدي العاملة في بعضها تقابله وفرة مالية وقوة شرائية وأسواق مفتوحة في بلدان أخرى ولا يبقى سوى تذليل العقبات من أنظمة العمل والضرائب والأخذ بالنظرة البعيدة وحسن الإدارة وإحسان الظن بأهداف الأشقاء ومشاركتهم الخير دون طمع أو تعسف في استعمال الميزة النسبية التي منحها الله لهذه الأرض أو تلك كما منح الآخرين ثروات أخرى .. وأعود إلى التنوع وبالذات في شرائح المجتمع لأقول إنه نعمة إذا ساد التوافق .. وإذا تعامل الحكام معه بحكمة وعدل ولم يعزفوا على وتر الطائفية والحزبية لإطالة مدة بقائهم في الحكم .. وتطالب الشعوب حكامها بأن يحرصوا على توفير الاستقرار في بلدانهم، فالتنمية الاقتصادية أو الاجتماعية وتوافر الوظائف والعيش الكريم للشعوب لا يمكن تحقيقه دون استقرار .. وليأخذ قادة العرب من دول الخليج العربي مثالاً قوياً على ذلك، فالتنمية لم تتحقق بسب وجود البترول والدخل المالي المرتفع وإنما في المقام الأول بسبب الاستقرار وحسن إدارة الموارد .. وكم من دولة غنية لم تحقق العيش الكريم لشعبها لعدم توافر الاستقرار ولسوء الإدارة أيضاً، وكم من دولة مواردها المالية محدودة جداً لكنها تديرها بشكل جيد وتحقق التنمية بشكل يدعو للإعجاب.
وأخيراً: الرجاء الأخير للقادة العرب أن يثقوا بأن الخير في أوطانهم وأن شعوبهم هي القوة بعد الله لهم بل هي أقوى وأبقى من الأحلاف والقواعد والمساعدات إذا وفرت لها الحياة الكريمة وعوملت بصدق وعدل في جميع الأحوال والظروف .. ولقد شبع المواطن العربي من الشعارات التي ترفع والوعود التي لا تنفذ ويريد أن يرى عملاً يوفر له التعليم والصحة وفرص العمل وبقية الحقوق التي تنعم بها معظم شعوب العالم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي