حل مشكلة الإسكان في السعودية بالتوسُّع الرأسي
من المؤكد أن من حق كل مواطن أن يحصل على المسكن الذي يتناسب مع ذوقه وتطلعاته، ولكن الأهم هو أن يتناسب هذا المسكن أيضاً مع إمكاناته المادية. المشكلة التي تواجهها المملكة في تدبير الاحتياجات السكنية للمواطنين هي أن التطلعات الإسكانية لعدد كبير ممّن يبحثون عن مسكن تدور حول تملُّك مسكن مستقل، فهناك بعض التقديرات بأن المسجلين للحصول على قطعة أرض عددهم يصل إلى مليونين، غير أن قيود عرض الأرض، خصوصاً في مدن المملكة الرئيسة، قد لا تسمح باستيفاء مثل هذا الطلب الضخم على الأراضي لبناء مسكن مستقل لكل أسرة.
معالجة المشكلة الإسكانية بشكل جذري ينبغي أن تستند إلى تغيير فكر وثقافة المواطنين تجاه الحلول الإسكانية غير التقليدية، وتقبلهم الحلول القائمة على التوسع الرأسي (الأبراج السكنية)، فمثل هذه الحلول كفيل بتدبير أعداد كبيرة من الوحدات السكنية بتكلفة أقل نظراً لتوزيع تكلفة الأرض، العنصر الأكثر تكلفة حالياً في بناء المساكن، على عدد أكبر من الوحدات السكنية، في ظل تجمعات سكنية مناسبة تراعي توفير المتطلبات اللازمة لمثل هذه التجمعات الإسكانية الرأسية.
من جانب آخر، فإن حل المشكلة الإسكانية يقتضي ضرورة رفع مشاركة مؤسسات القطاع الخاص المتخصّصة في المملكة، وذلك في جوانب التطوير والبناء والتمويل، من خلال دعم المبادرين في القطاع الخاص لتقديم حلول إسكانية تتوافق مع أذواق وقدرات طالبي الخدمة السكنية بالتكلفة المناسبة وفي التوقيت المناسب.