حملة توعوية لطلاب السعودية ضد الهدر في شراء الأجهزة اللوحية والمحمولة
كشف عبد الله البسام نائب رئيس لجنة الاتصالات وتقنية المعلومات في غرفة الشرقية عن توجه اللجنة بعمل حملة توعية لطلاب الجامعات والمرحلة الثانوية من الذكور والإناث قريبا، حول الأجهزة اللوحية والمحمولة، وذلك بهدف تحديد الاحتياجات والخدمات المطلوبة بالأجهزة المراد شراؤها للحد من الاستهلاك المبالغ فيه للأجهزة وتعددها خلال العام للفرد الواحد.
وقال البسام لـ"الاقتصادية": إن المستهلك هو من يفترض أن يحدد احتياجاته بنفسه، وبالتالي يطلب الخدمات التي توفر له هذه الاحتياجات من خلال أجهزة حديثة تحمل مواصفات مناسبة، ولذا فإن من غير الصواب تعدد الهواتف المحمولة واللوحية في أقل من ستة أشهر للفرد الواحد من جراء انسياقه لآراء الآخرين أو محاكاتهم وتقليدهم لما يتسبب بهدر اقتصادي كبير، منوّهاً إلى أن تملّك البائع في المحال التجارية لفنون البيع والترويج عن السلع له الأثر البارز في إقناع المستهلك بشراء أجهزة معينة دون أخرى وإن لم تكن متوافقة مع احتياجاته.
وأوضح بأن اللجنة بصدد إطلاق حملة توعوية حول الأجهزة التكنولوجية الحديثة وتحديد احتياجاتها خاصة لدى الجيل الجديد، مفيداً أن ليس جميع التطبيقات المحملة بالأجهزة الإلكترونية تتناسب مع شرائح المجتمع السعودي، إضافةً إلى أن بعض البرامج غير مرخصة وبعضها الآخر يحمل فيروسات.
وحول تأثر أصحاب المحال التجارية من جراء طرح أجهزة مطورة بشكل متسارع بالسوق بيّن البسام أن المسألة تعتمد على العرض والطلب بالدرجة الأولى، كما أن المتمرس بالسوق وصاحب الخبرة في المجال هو الأكثر تفادياً للضرر أو الخسائر المالية، بينما من هو أقل خبرةً في السوق فهو الأكثر قابلية للضرر.
إلى ذلك، أوضح جمال الجاسم عضو لجنة الاتصالات وتقنية المعلومات أن المستهلك أصبح يقع في مأزق التسارع بطرح أجهزة إلكترونية مطورة من قِبل الشركات المصنّعة وكيفية المواكبة معها، ولا سيما أن غالبية الناس تجري خلف التقليد الأعمى لغيرهم ومحاولة الحصول على آخر المستجدات في عالم التكنولوجيا والتطور التقني، خاصة أن الشركات المصنّعة تعد غير جديرة بالاحترافية إن لم تكن قادرة على تزويد السوق بمنتجات وموديلات متجددة عديدة، خلال العام الواحد، وحديثة تواكب جميع تطلبات الحياة العصرية السريعة.
وقال الجاسم "غالبا فئة الشباب من الذكور هم الأكثر شراء وبيعاً للأجهزة الحديثة وتبديلها مع كل موسم بما لا يقل عن جهاز إلى جهازين في العام الواحد، بينما المرأة هي الأكثر استهلاكاً اقتصادياً لشراء الأجهزة اللوحية المحمولة وتخزينها دون بيعها نظراً للحفاظ على خصوصيتها أو خشية تسرب صورها ومعلوماتها الشخصية في حال بيعها للأجهزة أو تبديلها ما يجعل المرأة أكثر صرفا في هذا الجانب، منوهاً إلى إمكانية حفظ الصور والمعلومات الخاصة التي لا يرغب لأحد في الاطلاع عليها عبر تخزينها في ذاكرة خارجية سحابية بدلا من حفظها في ذاكرة الهاتف المحمول".
ولفت إلى أن استفادة شرائح المجتمع من امتلاك الأجهزة المطورة الحديثة سواء أكانت من أنظمة الجالكسي تاب أو نوت أو الآيباد والآيبود والنوت بوك أو الآيفون وغيرها تعدّ استفادة بسيطة رغم ما تمتلكه هذه الأجهزة من تقنية عالية ومميزات متعددة، وبالتالي يكون أغلب مستخدميها نفعهم منها شكلي غير فعلي، وإنما يتجسد من خلال متابعة آخر الأحداث والتواصل العنكبوتي مع الآخرين، إضافةً للمفاخرة لدى البعض منهم، مؤكداً على وجود قصور في نشر التوعية من قِبل هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في نشر وتعزيز كيفية الاستفادة من التقنية بالأجهزة والبرامج التكنولوجية المزودة بها الهواتف الذكية بشكل خاص كونها أصبحت في متناول الجميع .
وينصح الجاسم بتقنين استهلاك الأجهزة الإلكترونية والحد من تداولها بكثرة، ولا سيما أن بعض المستهلكين يمتلكون أكثر من جهاز واحد دون استفادة فعلية منه ما يسبب من هدر اقتصادي وطني وإضافة لاقتصاد الدول الأجنبية المصنعة، محذراً في الوقت ذاته من انحلال الضوابط والمراقبة في استخدام الأجهزة المطورة وما ينتج عنها من جرائم اقتصادية لا يستهان بها.