«فلاش باك» .. فيروس يهدد «أبل» و«أندرويد» على المحك
توقّع عدد من المختصين أن يخوض هذا العام معارك من التحدي الأكبر على الإطلاق لأمن الإنترنت في الشرق الأوسط، وأن يهاجم القراصنة مستهدفين من كل صوب عبر الفيروسات التي تختفي في الأجهزة المكتبية، أو عبر أنظمة تشغيل الهواتف الذكية، أو عبر سرقة الهويات من خلال شبكات الاتصالات الحديثة، فجميع تلك التنبؤات ظهرت بعد أن أشارت عديد من الدراسات لضعف البنية التحتية لعدد من الشركات المصنعة للأجهزة الذكية أو المبرمجة لها.
وكان آخرها التي ظهرت في قطاع الأمن والحماية الدولي، أمس، من قبل ديفيد غورديانيسكي الرئيس التنفيذي لشركة ''آنكورفري'' والذي أوضح من خلال بيان صحافي الخطوط العريضة لسلسلة من التنبؤات لعام 2013، مثل الهجمات الفيروسية التي تلوح في الأفق لتستهدف نظام ''آي أو إس'' من ''أبل''، والنمو غير المسبوق لتهديدات نظام تشغيل الهواتف الذكية ''أندرويد''، وازدياد سرقات الهوية، وتراجع مكانة برمجيات مكافحة الفيروسات، معربا في الوقت نفسه عن اعتقاده بأن عام 2013 سيشهد زوبعة من التفاعلات عبر الإنترنت في الشرق الأوسط، بدءاً من الحوار الشخصي والجدال السياسي وانتهاء بربط المؤسسات والشركات وتمكينها، قائلاً إن الحدود بين العالمين الحقيقي والافتراضي أصبحت ''مبهمة''، وأضاف: ''بما أن الهواتف الذكية صارت في متناول اليد، والحواسيب اللوحية متاحة أمام الجميع، فإن سكان المنطقة سيتواصلون كما لم يحدث من قبل، إذ أصبح استخدام الإنترنت شيئاً نقوم به دون وعي، لأنه يمثل الحالة الافتراضية لوجودنا، هذا العام سوف تتعرض منطقة الشرق الأوسط لأكثر التحديات الأمنية المستدامة متعددة الأوجه على الإنترنت. فالأفراد والشركات الذين يدخلون العام الجديد دون اتخاذ تدابير حماية كافية، أو من دون وعي تام بالقضايا الرئيسية، سيكتشفون خطأهم قريباً''، وكانت أبرز تلك التوقعات ظهور ''فلاش باك'' والذي يتخلل بين أجهزة ''ماك'' المصنعة من قبل أكبر الشركات العالمية آبل، ليس هذا فقط، بل إن مستخدمي ''أندرويد'' على شفى حفرة من الوقوع في التطبيقات الخبيثة، ووصلت توقعات ''آنكورفري'' إلى سرقة الهويات إلى حدود أكثر عن سابقها، وأنهت تلك التكهنات بأن هذا العام سيشهد حربا إلكترونية وهجمات مقرصنة ضد أكبر شركات العالم.
''فلاش باك'' وأبل
''فيروس طروادة المسمى ''فلاش باك'' الذي هاجم 400 ألف جهاز ماك في ربيع 2012 كان مجرد استعراض للقوة. ستكون أجهزة آبل، المكتبية واللوحية والهاتفية، والتي كان يعتقد أنها في مأمن من الفيروسات، عُرضة لهجوم فيروسي كبير أشدّ فتكاً من ''فلاش باك''. وبطبيعة الحال، فإن الهجوم على الأجهزة إنما يمثل جانباً من جوانب التحدي الأمني لمستخدمي آبل، فهم معرضون أيضا لخطر الاختراقات الأمنية وانتهاك الخصوصية على الإنترنت، علاوة على سرقة كلمة المرور والهوية الإلكترونية، مثل مستخدمي الكمبيوتر الشخصي''.
''أندرويد'' على المحك
''ليس سرا أن مستخدمي أندرويد سيتعرضون لخطر تنزيل تطبيقات خبيثة محتملة، إلا أنه بوجود كثير من المؤسسات التي تدير نظام التشغيل هذا بفضل سهولة استخدامه، فإن عام 2013 سيشهد ارتفاع معدلات إصابة الشركات التي تستخدم نظام التشغيل أندرويد بالفيروسات. وسيتعرض ما يقدر بنحو 18 مليون من مستخدمي أندرويد لبرمجيات خبيثة محمولة هذا العام والعام المقبل، وفقاً للأرقام الصادرة عن شركة لوك آوت سيكيورتي الأمنية. وإذا لم تقم إدارات تقنية المعلومات بجهود مكثفة لتأمين برمجياتها، فإن العدد الأكبر من هؤلاء الضحايا سيكون من الشركات''.
الحرب الإلكترونية
تشهد سرقة الهوية ارتفاعا متزايداً في جميع أنحاء العالم، وينبغي أن يتعود الناس على التكيّف مع متطلبات حماية البيانات الشخصية المهمة. وفي حين أن أكثر من 120 مليون مستخدم قاموا بتنزيل برمجيات ''آنكورفري'' لحمايتهم من سرقة الهوية، لا يزال هناك مئات الملايين ممن يقفون في مهب الريح على الإنترنت، ويتركون أنفسهم عرضة للاعتداءات على هوياتهم. ولن يكون عام 2013 عاماً سعيداً لمثل هؤلاء''.
تعرض كبار اللاعبين في قطاعات التقنية والصيرفة والتقنية، والدفاع، ''من ''جوجل'' إلى ''لينكد إن'' ومن ''لوكهيد مارتن'' إلى ''سيتي بنك''، للاختراق في عام 2012. ويدل اختراق مات هونان الكاتب في موقع ''وايرد'' الإخباري الشهير، الذي حظي بتغطية إعلامية مكثفة، على أن أكثر المستخدمين يقظة لا يزالون عرضة لجرائم الفضاء الافتراضي. وبما أن القرصنة التي تعرضت لها ''بلاي ستيشن 3'' لا تزال تشغل الأذهان، فإن عالم الألعاب سيكون الهدف التالي. وبما أن اللاعبين عرضة للهجوم ومربحون للقراصنة، فإن الذين يسلّمون طوعاً بيانات بطاقات الائتمان أو ''باي بال'' يفتحون مساراً مكشوفاً لجشع القراصنة الذين سيطمعون في تجاوز الحدود في خطوات أكثر جرأة خلال 2013''.
وفي خطوة من المرجح أن يكون لها انعكاسات عالمية، تتحقق هيئة التجارة الفيدرالية الأمريكية من تطبيقات يعتقد أنها تنتهك الخصوصية، وذلك عن طريق تتبع سلوك الشباب غير الحذرين. ومن شأن هذه الخطوة أن تدفع نحو مبادئ توجيهية أشدّ صرامة وأكثر شفافية لسياسة الخصوصية. وهذا سينعكس على وسائل الترفيه للأطفال، مثل ''ديزني'' و''كارتون نتوورك'' و''روڤيو''، ويفيد المستهلكين الصغار والكبار. وعلى المستهلكين اتخاذ الحذر لأن الإجراءات الحكومية تستغرق وقتاً طويلاً، ولهذا يصبح من الضروري اتخاذ خطواتنا الاستباقية الخاصة بنا لحماية أنفسنا وأطفالنا''.
وأوضحت ''آنكورفري'' أن الرقابة الصارمة المتزايدة وسياسات الفلترة التي تنتهجها الشركات تؤثر في قدرة العمال على الوصول إلى المواقع الشعبية مثل فيسبوك وتويتر ويوتيوب خلال أدائهم وظائفهم. وهذه الخطوة ستضع الشركات والمؤسسات أمام تحدٍّ آخر يتمثّل بجلب مزيد من العمال هواتفهم الذكية وحواسيبهم اللوحية إلى مكان العمل''. فيما قلل البيان من برامج مكافحة الفيروسات الذي يصبح قادراً على الحماية من التهديدات الإلكترونية التي نواجهها. وفي الماضي، كانت برامج مكافحة الفيروسات توزن بالذهب، لأنها تضمن لنا أمن أجهزتنا، وهذا كافٍ في حد ذاته. إلا أنه بدخول الحوسبة السحابية علينا من الباب الواسع فإن علينا أن نلقي بهذه الفكرة من النافذة. والآن، فإن تأمين التفاعل عبر الإنترنت والتصفح عبر حلول سحابية أمنية مشفّرة يعتبر مطلباً وقائياً أساسياً، وبذلك نقلّل من الحاجة لبرامج مكافحة الفيروسات التقليدية''.
واختتم البيان بأن هناك جيلا جديدا من الشركات يعمل على تطوير نموذج ''لحمايتك''، وهذا يعني أن كل تفاعل تقوم به على جهازك المحمول أو حاسوبك سيخضع للحماية. وحتى وقت قريب كان العالم يفكّر في حماية أجهزة الكمبيوتر، وفي عام 2012 أدرك كبار اللاعبين الأمنيين ضرورة حماية الأجهزة المحمولة أيضاً. وفي عام 2013 ستركز الحماية عبر الإنترنت على حماية نفاذ المستخدم عبر أي منصة أو جهاز''.