الخارجون من «الشورى»
عند متابعتي أمس تصريحات المعيّنين والمعيّنات في مجلس الشورى، استعدت تصريحات الأعضاء الذين تمّ تعيينهم قبل أربعة أعوام، كانت الكلمات تستنسخ الكلمات، والآمال تستنسخ الآمال، والوعود تستنسخ الوعود. قلة هم وهن، أولئك الذين استطاعوا أن يخرجوا من فخ الكلام المسهب، والوعود الكلامية الكبيرة.
الحق أنني تمنيت لو أن أحد الزملاء الإعلاميين في الإذاعة أو التلفزيون أو الصحافة، خرج على النص التقليدي، واتجه صوب الخارجين من المجلس، بهدف استنطاقهم عن الشيء الذي أنجزوه خلال السنوات الأربع الماضية.
عهدنا بعضهم صامتاً، لم نره يتحدث أبداً، والبعض كان يغيب ويحضر دون أن يدري عنه أحد، لكن من المؤكد أن هناك وجوهاً كان لها أثرٌ وبصمة، هؤلاء نحتاج إلى أن نقرأ سيرتَهم في المجلس، خاصةً بعد أن تحللوا من عبء اليمين الذي كان يمنعهم من الخوض في بعض الأمور المُثارة في المجلس.
هذا التاريخ ليس ملكاً لشخص أو أشخاص عدة، بل هو جزءٌ من ذاكرتنا الوطنية، نحتاج إلى أن نعرف كيف كانوا يتحاورون، وأن نسمع ملاحظاتهم على الحوار والنقاش.
البعض أفضى بشيء من هذا على خجل، مثلا هناك من قال: لا تلوموا الصامتين، فعندما يأتيك الدور في الكلام يكون السابقون قد قالوا ما كنت ستقول.
لكن أحداً لا يقول لنا ما سرُّ التناقض بين تصريحات بعض أعضاء الشورى للصحف عن مشاريع وأفكار وقوانين ومزايا غير عادية، لكن عندما تنتهي الجلسة تأتي الأخبار على عكس ما قاله هؤلاء عبر منابر الإعلام.