عصا سحرية .. لحل المشكلة المرورية!
يلجأ بعض المسؤولين حينما يريد التهرب من إيجاد حل عاجل لمشكلة معينة، إلى القول (ليس لدي عصا سحرية للحل)، وفي مقالي اليوم أقدم "عصا سحرية" لحل مشكلة الازدحام المروري في مدننا، وبالذات في مدينة الرياض الموعودة بقطارات وحافلات فوق الأرض وتحت الأرض، وكأن السعودي بثقافة السيارة الخاصة التي لا يشاركه فيها أحد، والإصرار على وصوله باب المحل الذي يقصده وليس بالقرب منه سواء كان مكتباً أو سوقاً أو مطعماً، سيتخلى عن ذلك ويركب بين عشية وضحاها قطاراً أو حافلة ويقرأ جريدة حتى يصل إلى مقصده!
ومعنى ذلك أن وسائل النقل الحديثة ستكون للعمالة الأجنبية وستحل محل تلك الحافلات المهترئة التي أصبحت نقطة سوداء في وجه عاصمة من أحدث عواصم العالم، وهذا أمر إيجابي ربما يخفف من السيارات القديمة التي لا نستطيع تحديد موديل أعلى لها، في ظل عدم توافر وسائل نقل منتظمة، وعدم قبول وسائل النقل العام، ليس صفة خاصة بالسعوديين فقط، إنما بشعوب الخليج عامة .. فالذين يمتدحون تجربة دبي في مشروع قطارها الحديث يجب أن يعلموا أنه يستعمل فقط للسياح الذين يريدون تجربة القطار وإلقاء نظرة على أطراف المدينة .. أما الذاهبون إلى أعمالهم من الإماراتيين، حتى الأجانب فيستعملون سياراتهم الخاصة لأن المسافات لا تحتمل الانتظار في محطات القطار!
وعودة إلى المشكلة المرورية لدينا التي تزداد يوماً بعد يوم، على الرغم من أن شوارع مدننا أوسع من شوارع لندن وعواصم أخرى، فإن الأمر يعود إلى تحويلنا تلك الشوارع إلى مواقف، لأننا نكره المواقف تحت الأرض أو متعددة الأدوار، وأصبحت مواقف الشوارع مزدوجة تصل أحياناً أمام الأسواق والإدارات الحكومية والمستشفيات إلى ثلاثة صفوف ويترك للمرور مسار واحد ضيق، ويتم ذلك على مرأى ومسمع من رجال المرور الذين لا يتدخلون وكأن الأمر لا يعنيهم، وقد يقول قائل إن الحل يكمن في نشر الوعي، لكن ذلك يتطلب عقوداً من الزمان، وما لم يبدأ بأنظمة تطبق بحزم فإن الوعي لا يجدي، ونحن نرى أن من لديهم الوعي في دول متقدمة حينما يصلون إلى بلادنا تصبح قيادتهم للسيارات أسوأ من قيادتنا، وذلك لغياب الأنظمة الحازمة التي تحميهم من الآخرين في حالة أخذهم بالوعي المروري الذي التزموا به في بلدانهم.
وأخيراً: العصا السحرية لحل الأزمة المرورية تكمن في منع الوقوف في الشوارع الرئيسة نهائياً، وفي حالة الضرورة موقف طولي واحد وعندها سنرى طريق الملك فهد مثلاً وفيه عديد من المسارات، وسنرى سائق السيارة يقف في المواقف المخصصة حتى لو كانت بعيدة .. ولعل العامل المهم لنجاح حل الأزمة المرورية هو نزول رجال المرور للشوارع كما كانوا من قبل يراقبون ويتدخلون لإنهاء الأزمات في الوقت المناسب، ويطبقون تعليمات عدم الوقوف في الشوارع بشكل حازم فهو مفتاح حل الأزمة.