رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


قمم ... ولكن!

في تلك اللحظات التي تضطرك فيها ظروف الحياة إلى أن تعتلي جبالا ربما يشق عليك بلوغ قممها فلا تتوقف في منتصف الطريق الوعر، بل أكمل واعتبر الأمر تحديا لذاتك وقدراتك وستشعر بنشوة الانتصار حين تهمس لنفسك: لقد فعلتها!
ــ قمة الألم أن تبتسم للآخرين مرغما وأصوات تصدع قلبك وارتطام حطامه بين جنبيك لا يسمعه أحد سواك ..!
ــ قمة العطاء أن تقسم رغيفكـ بين طفلين يتيمين جائعين وتظل ترقبهما بسعادة حقيقية والجوع يعتصر أحشاءك بلا رحمة!
ــ قمة الحب أن تستلهم من تجاعيد وجه زوجتك الحبيبة حكاية حب جمعتكما سوية وتركت وراءها أثرا جميلا بين تقاسيم ملامحها يخبرك "أن الحب لا يشيخ ما دامت الأرواح محلقة بحرية نحو الأفق الفسيح"!
ــ قمة العذاب أن يسكنك الخوف يتمدد بشرايينك .. يلتحف أحلامك .. يتدثر بأهدابك .. فيرتجف قلبك عند كل حركة وسكنة كقلب عصفور صغير يرتقب شبكة صياد تلقى فوق جسده فجأة فلا يستطيع الهرب مهما رفرف بجناحيه!
ــ قمة القهر أن تكتشف أنك كنت مجرد سلم صعد فوقه من ظننته يوما عكازا لك تستند عليه حين تكسر الأيام ظهرك!
ــ قمة السعادة أن ترقب طفلا صغيرا يضحك ببراءة لا تصنّع فيها فيجبرك على فتح نوافذ قلبك لضحكاته التي تشعرك أن العالم بأسره يضحك لك .. فكثيرون يبتسمون لكن قلوبهم لا تبتسم ولذلك لا يبتسم العالم حين يبتسمون!
ــ قمة الغربة أن تجلس بين أهلك وأحبتك ولكنك تشعر بالحنين لقلوب تشعر بك وتشعر بها .. وأيدٍ تربت بصدق على كتفك حين تكون مهموما، وأرواحا تحلق حولك حين تبكي وتمسح دموعك المتساقطة... الغربة ليست مكانا يبعدنا، بل هي قلوب تصدنا رغم قربها، وأرواح لا تشعر بنا رغم قربنا!
ــ قمة الانتصار الحقيقي أن تحقق ما آمنت به وقال لك الآخرون بأن تحقيقه مستحيل .. أنت شجاع حقا!
ــ قمة التضحية أن تقتطع من ساعات يومك للآخرين دون أن تنتظر منهم مقابلا، وتستمر ببذل مشاعر الحب والعطاء والمساعدة لهم، حتى لو تجرأوا واعتبروا حياتك شيكا مفتوحا لهم يدونون فوقه ما شاءوا من مشاعر ويصرفونها بلا مبالاة من مخزون قلبك الكبير ..!
ــ قمة الصدق أن تقف بين يدي ربك، وأنت تعلم يقينا بأنه وحده سبحانه (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) لذلك لست بحاجة لتزييف وضعك أو تجميل فعلك، كما تعلم يقينا أنك لست بحاجة لوساطة سكرتير حتى تكون بين يديه، ولا لتزكية من عمدة الحي، ولا لشهادة علمية أو مكانة اجتماعية، فهو الغني عنك وأنت الفقير إليه، (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) فكل ما عليك أن تتطهر وتقبل على ربك بعقلك وقلبك وجوارحك في لحظة صدق ومناجاة ودعاء ولذة طاعة تشعر بها تسري بروحك نحو أبواب السماء، حيث تتوق النفس لجنة عرضها كعرض السموات والأرض .. يالها من لحظة صدق تتلاشى أمامها كل لحظات الزيف بهذه الدنيا ..

همسة
حين تضيق بك الدنيا ارفع بصرك نحو السماء وقل يارب .. فهو وحده من يملك أمرك.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي