ماذا نريد؟

حتى الأسئلة السهلة، تبدو إجاباتها عصية أحيانا. لو فاجأت إنسانا بسؤال على غرار: ماذا تتمنى؟ أو ماذا تريد؟ فإنه سيتردد في الإجابة.
رؤيتنا للأشياء تبدو غامضة.
بل إن سؤالا أكثر بساطة على غرار: هل تنوي السفر في إجازة منتصف العام الدراسي؟ تبدو عصية على البعض، والرد بالنفي أو الإيجاب لا يمثل النسبة الغالبة، وإجابة : لا أدري أو ربما هي التي ستواجهك. حتى لو كان في قرارة نفسه يعرف أن الإجابة نعم أو لا!
حال أبنائنا ليست أفضل منا، فأنت عندما تسأل طالبا في السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية عن وجهته في الجامعة، ستكتشف الإجابات نفسها.
وأحيانا قد تتفاجأ بإجابات غير منطقية، كأن يعبر لك هذا الطالب أو ذاك عن رغبته في دراسة تخصص علمي، مع أن تخصصه في الثانوية غير علمي.
مسألة معرفة ماذا نريد؟ تبدو أبرز السمات التي تنعكس على سلوكنا.
يبدو المرء مستعجلا الخروج من المنزل، يمتطي سيارته، يقودها بسرعة عالية، وربما يقطع الإشارات التي لا توجد فيها كاميرا لـ ''ساهر''، وإن تمكنت من استيقافه وسؤاله عن سبب استعجاله فلن تجد عنده سببا حقيقيا.
لعل هذا يفسر إنهماكنا في الحديث عن مشكلات الآخرين من حولنا، لكننا لا ننهمك في تأمل مشكلاتنا والتركيز عليها بالقدر نفسه الذي نمارسه تجاه المشكلات التي لا تعنينا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي