الأجهزة الحديثة تهدد عقول البشر .. التكنولوجيا هي السبب

الأجهزة الحديثة تهدد عقول البشر .. التكنولوجيا هي السبب
الأجهزة الحديثة تهدد عقول البشر .. التكنولوجيا هي السبب

يسعى الإنسان دائما إلى تسهيل حياته وممارسته مهام الحياة المختلفة. ومن هذا المنطلق تتطور التكنولوجيا يوما بعد يوم. فغالبا ما يصنع الإنسان التكنولوجيا ويطورها من أجل القيام بالمهام الحياتية بطريقة أسهل أو الترفيه والتسلية أو تحقيق السعادة والرفاهية وتحسين جودة الحياة بشكل عام.

ولكن ربما أدت التكنولوجيا هذه بجانب تسهيل الحياة على الإنسان إلى جعل الإنسان أكثر اعتمادا على الآلات والأجهزة ومن ثم تقليل مستوى الذكاء وتدني القدرة على التفكير والابتكار. وقد أثبتت دراسات حديثة هذه النظرية، حيث إن حياة الرفاهية والراحة والسهولة التي يعيشها إنسان العصر الحديث تؤدي إلى ركود في العمليات العقلية الخاصة بالذكاء والتفكير وبطء في الاستنتاج والاستنباط ومحدودية الابتكار والإبداع.

وليست هذه النتيجة المخيفة تؤثر في إنسان العصر الحديث فحسب، بل اكتشف العلماء أن هناك بعض الجينات تتحول وتتطور مع الأجيال وتؤدي إلى انخفاض نسبة ذكاء الإنسان جيلا بعد جيل، ما سيؤدي بعد مئات أو آلاف الأعوام إلى تحول الإنسان إلى كائن أكثر غباء يقارن ذكاءه بذكاء القرود.

أعلنت جامعة كامبردج البريطانية عزمها على افتتاح كلية لدراسة السبل المتاحة لمقاومة الذكاء الاصطناعي، الذي ترى الجامعة أنه عامل تهديد للبشرية يتمثل في الخطر الذي يشكله الإنسان الآلي (الروبوت).

وفي حقيقة الأمر لم يقتصر اهتمام الجامعة على مكافحة الذكاء الاصطناعي وإن أولته أهمية كبيرة، إذ تدخل في دائرة اهتماماتها أيضاً مكافحة مخاطر تغيير المناخ وتكنولوجيا الحيوية المارقة، إضافة إلى الخطر التقليدي المتمثل في الحرب النووية.

#2#

وبحسب صحيفة "صن" المحلية فإن القائمين على افتتاح الكلية الجديدة استوحوا هذه الفكرة من فيلم The Terminator (المدمر) حيث كان الذكاء الاصطناعي أقوى من الذكاء البشري. وأشارت إلى أن الاهتمام بهذا الجانب من المخاطر التي تهدد الإنسان لا يعني أن الكلية ستكون أشبه بعالم خيال، إذ إنها ستدرس الاقتصاد والفلسفة والفلك وعلوم الأحياء والإنسان الآلي والأعصاب.

وبحسب عالم وصفته الصحيفة بأنه أحد أبرز علماء الكون ذكرت أن اسمه برايس، فإن هناك آلات نجحت في التغلب على عقل البشر في عديد من المجالات كلعب الشطرنج والطيران والقيادة والتجارة المالية وغيرها. وأضاف العالم أن "القلق من خلق آلات ذكية اصطناعية هو المخاطرة بفقدان السيطرة على كوكب الأرض وعقول بشرها".

منذ زمن بعيد نترقب اليوم الذى تقوم فيه الآلات بعمل الإنسان، كالروبوتات التي تحل محله "عضليا" فتقوم بأداء الأعمال الشاقة والمرهقة عنه. ولكن لم نتخيل أن تحل الآلة محل الإنسان "ذهنيا"، فتقوم بالتفكير والاستنتاج والتحليل عنه. وربما يأتي اليوم الذي تحتل فيه الآلات الأرض ويكون الكمبيوتر هو العقل المدبر وتتحقق نبوءة فيلم I,Robot!
واتسون Watson الكمبيوتر الخارق.. عبر حاجز المستحيلات وتفوق على نظيره البشري فى مسابقة عالمية، تعد من أصعب المسابقات وأشهرها، فأثبت جدارته متصدرا بذلك جيلا جديدا من الحواسيب الآلية الذكية.

"واتسون" هو نتاج أربع سنوات من العمل الشاق أنجزه فريق من مهندسي شركة IBM بقيادة الدكتور ديفيد فيروتشي. "واتسون" ليس حاسبا آليا عاديا، فهو مصمم لفهم اللغة البشرية وتحليلها ومنطقتها وإعطاء رد الفعل المناسب وهو بذلك يتصرف مثل المخ البشري تماما. ولاختبار "واتسون" كان لا بد من مشاركته في مسابقة مثل جيوباردي Jeopardy! لأنها ليست من النوع التقليدي من المسابقات حيث يتلقى المتسابق سؤالاً ويعطي هو الجواب بل العكس هو الصحيح في جيوباردي. يتلقى المتسابق مفتاح الإجابة ويُنتظر منه أن يسأل السؤال! وهو ما يجعل المسابقة تحديا كبيرا. الإجابات التي يأخذها المتسابق لا تكون سهلة كما تتخيل، فهي تكون متضمنة كنايات أو استعارات لغوية وأحيانا يتم استخدام التورية إضافة إلى النكات والسخرية إن أمكن، بذلك هي أقرب إلى لغز منه بإجابة. ولهذا ينبغي أن يمتلك المتسابق قدرات كبيرة على التحليل اللغوي والاستنتاج العقلي إضافة إلى قدر كبير من المعلومات العامة حتى يتمكن من الفوز.

جيوباردي ليست نهاية "واتسون"، بل هي مجرد بداية. تكنولوجيا "واتسون" ضرورية في حياتنا اليوم بداية من الطب، يمكن لـ "واتسون" أن يكون مساعدا ً للطبيب لاتخاذ القرارات المهمة والمؤثرة في حياة المريض سواء في إصدار تشخيص للمرض أو في مرحلة تحديد نوع العلاج الصحيح والآمن، حيث إن المريض يريد من الطبيب أن يعطيه القرار المؤكد بأعلى نسبة من الثقة وهذا ممكن بمساعدة "واتسون". هناك مجال آخر لا بد أن يبرع فيه "واتسون" وهو مركز خدمة العملاء، الذي يعد من أهم المراكز في الشركات والمؤسسات المختلفة. وداعا للانتظار طويلا حتى تتلقى رداً من أحد موظفي خدمة العملاء بعد الآن، فـ "واتسون" مجهز ليعطيك الإجابة عن تساؤلاتك أيا كانت. كذلك في مجال المال والأعمال فهو مجال مليء بالقرارات الصعبة والمحفوفة بالمخاطر ويمكن لواتسون أن يتخذ القرارات الصائبة التي تؤدي إلى ازدهار التجارة ونمو الاقتصاد. كثير وكثير من التطبيقات اليومية يمكن لـ "واتسون" أن يشارك بها ليصبح بذلك المنافس الأول للمخ البشري حتى الآن.

الأكثر قراءة