مصرف الإنماء ومتى
استطاع مصرف الإنماء وخلال أربع سنوات من الإنشاء أن يشق طريقه في تحقيق الربحية والنمو والدخول في السوق مستندا على قاعدته الرأسمالية ونما معها حجم القروض والودائع بصورة إيجابية ومعها نما الربح. وأصبحت حجم القروض في السوق نحو 35 مليار ريال والودائع 28 مليار ريال وبلغت الأرباح المتحققة والاحتياطات المتجمعة حتى الربع الثالث من العام الجاري نحو 1.6 مليار ريال. ومن المتوقع أن تنتهي السنة على أداء جيد للربع الأخير وتنمو معه الربحية والمؤشرات الأخرى الإيجابية ولكن المعاناة أمام المستثمر وبعد أربع سنوات في سوق من أكثر الأسواق جاذبية في المنطقة ضعف النمو وعدم توزيع الأرباح ومعها سهم المصرف المتداول في السوق.
والنظرة الحالية تجاه السهم هل ستقوم الشركة بتوزيع ربح ولو حتى ربع ريال لتعطي إشارة حول قوة وجودة ربحية الشركة واحتمالية النمو فيها. وربع ريال يعني خفض رصيد الأرباح بنحو 375 مليون ريال. وستستمر مستويات الربحية وتحقيقها في سوق يعد جذاب. ولعل انخفاض سعر الفائدة في السوق منذ إنشاء المصرف وحتى اليوم وارتفاع رأس المال وثقل حركة الإدارة في التغلغل للسوق أسهم في زيادة الأعباء وخفض من ربحيتها.
هناك تحد حقيقي يجابه المصرف وإدارته والتي عملت لمدة خمس سنوات ولكن دون رؤية لنتائج قوية في السوق وأداء يؤكد الانطلاق. ويبدوا أن رأس المال للمصرف ربما أثر في قدرة الشركة على الحركة كما أسهم أيضاً في التأثير في الشركة وغيرها من المصارف الظروف والأوضاع العامة السائدة وانخفاض هامش الفوائد مما خفضت حجم الربحية في المصارف، علاوة على نوعية المنتجات التي طرحت من قبل المصرف والتي ركزت على قطاعات كبرى للتغلغل أكثر من غيرها من قطاعات السوق مما أدخلها في قطاعات أقل ربحية ولعل التوظيف والموارد البشرية وسرعة الإنشاء أسهمت في توجه المصرف. ولكن لا تزال أمام المصرف الفرصة للتحسن وإعادة صياغة هيكل القروض والاستثمارات لتحقق ربحية بصورة أكبر.
الخطوة الأولى أمام المصرف هي توزيع الربحية نظرا لحاجة السوق لمعرفة جودة الأرباح المحققة ومن ثم توجهات استراتيجية تجعل نوعية المنتجات أكثر ربحية كما هو حادث في المصارف المنافسة والعاملة في السوق وبالله التوفيق.