الخطأ على الحفرة

قال المهندس عبد العزيز الغامدي مدير إدارة الطرق في أمانة جدة إنه تم تقليص عدد الحفر في جدة من 50 ألف حفرة إلى 4 آلاف حفرة (الاقتصادية : 15/12/2012). يبدو أن هذا الأمر ليس مقنعا للناس. أصلا لماذا نصبر على وجود 4 آلاف حفرة أصلا.
هذا الأمر دفع شبابا وفتيات في جدة إلى وضع هاشتاق أثري على تويتر، يحمل اسم : حفرتنا. وصاحبه فيلم على اليوتيوب يعطي نماذج من الحفر الأثرية. وانهالت الصور المضحكة للحفر. إحداها كانت تظهر فجوة كبيرة تم زرع بانيو قديم وسطها كي لا يقع في فخها سائق لا يعرف الطريق. وحفر أخرى كانت علامتها الفارقة إطارا ينتصب من على بعد ليقول للناس انتبهوا. بينما ظهرت صور لحفر وأفخاخ تظهر لك فجأة، وطريقة تعاملك معها يحدد مصيرك ونهايتك أو ولادتك من جديد بعد انتصارك في مواجهة الحفرة.
الحقيقة أن حفر جدة ليست بدعا، فالحفر تنتشر في مدن عدة، وأحيانا يتم استحداث الحفرة دون مناسبة، وأحيانا أخرى تكون المناسبة توصيل تمديدات، لكن المقاول يجيد إحداث الحفرة، وغالبا لا يجيد إغلاقها بنفس مستوى إجادته حفرها.
إن أصوات الناس وملاحظاتهم وصورهم التي يقدمونها عبر تويتر، هي شاهد حال يجعل من المهم أن يتداعى كل مسؤول حريص على التجويد في إدارته إلى تعيين من يرصد نبض الناس وملاحظاتهم والتعامل معها بشكل إيجابي. ولا يجوز أن يتم التعامل مع من يطرح رأيه في مستوى الخدمات باعتباره مشروع معارض صغير. والحق أنني سمعت هذا التعبير من موظف صغير في جلسة ضمت عددا من المغردين الذين كانوا يتحدثون عن مشكلات في الإدارة التي يعمل فيها فقال لأحدهم مداعبا: أنت مشروع معارض صغير. الحقيقة أن عبارته تعكس ضيقا بالرأي وجهلا بطريقة مخاطبة الرأي العام، واصطناعا للأعداء، بزعم أن كل ناقد مغرض. وهذا خطيئة ندفع ثمنها يوميا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي