رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


زيادة مخرجات التعليم الصحي لـ «سوق العمل» أم لـ «صحة المجتمع» 3

هذا التواصل المؤمل أن يكون أيضا ''إلكترونيا'' سيذيب الفروقات البينية بين الجهات المقدمة للخدمات الصحية المختلفة والاجتماع تحت سقف واحد فيخرجوا بقرار سمته ''التكامل مع بعد النظر''. لا شك أنه هاجس بدأ الحديث عنه يحفز كثيرا من المسؤولين بالنظر للموضوعات بأبعاد جديدة. إلا أن النظرة العلمية والاقتصادية للشراكة بين التعليم العالي والأجهزة المقدمة للخدمات الصحية هي ما ستمهد لأرضية تنميتها مستدامة - بإذن الله.
أكاديميا إذا حظي الطالب باهتمام الأساتذة والمهنيين المؤهلين ونقلوه من مرحلة إلى أخرى في تنوع الحالات المرضية، وركزوا على أن يؤدي المهارات تحت أنظارهم باحتراف مهني فإن الكفاية والإنتاجية ستتناسب طردا مع زيادة أعداد الأَسرّة والنمو السكاني وبالتالي تكون زيادة أعداد الخريجين بالفعل مبررة كما ونوعا. لذلك لا بد أن نجد الحل بين تعويض النقص وإعداد ممارسين مهرة استخدموا كل الأدوات الممكنة لتحقيق التميز في تقديم الخدمة في المجالات الصحية المختلفة. هذه الأدوات هي: (1) التمكن اللغوي والمهاري في فروع العلوم الصحية المختلفة، (2) تبني استخدام التقنية، (3) والتمتع بأخلاقيات مهنية عالية، (4) مع اتباع نموذج أو نمط معيشي عام يجعل منهم قدوة حتى وهم خارج أوقات العمل.
قد نكون المحظوظين في العالم كخليجيين - وسعوديين بالذات - في أن الدولة - رعاها الله - تتحمل تكاليف الدراسة سواء على المستوى المحلي أو الخارجي. إلا أن ''حساب تكاليف الخدمات الصحية إعدادا ومن ثم تنفيذا'' لا بد أن يشغل ذهن الأكاديميين والإداريين والماليين لوضع الموازنات وتوقع تكاليف الدراسة حسب المسارات الاعتيادية أو الطارئة مع حسابهم لتكاليف الدراسة في هذا التخصص أو العمل في هذه المهنة بهذا المستشفى أو في هذه المنطقة. فهناك من بدأ الدراسة في كلية إلا أن قدراته ومهاراته لم تمكنه من الاستمرار في إكمال الدراسة في نفس المجال فيتخرج إما بدرجة أقل أو بتخصص عام غير الذي بدأ فيه. وهناك من تعثر وغير تخصصه إلى أحد التخصصات العلمية الأخرى أو النظرية. وهناك من تمكن بطريقة ما أو بأخرى من إكمال دراسته ولكن لا يمكن أن يتسلم أمانة الاهتمام بمريض لضعف تأهيله وهؤلاء في حاجة لإعداد دراسة موسعة عنهم فهم شريحة كبيرة باتت تؤرق المسؤولين عن الخدمات الصحية. ثم من بعد ذلك ''ما بعد الدراسة الجامعية'' حيث يمكن لـ''حافز'' أن يكون محفزا لفترة ولكن للإناث ظروف لا بد أن ننظر إليها في مجتمعنا ولبعض القائمين على خدمة آبائهم وإعانتهم أيضا نظرة. فهل كل ذلك مدروس ومحسوب منذ تخرج الطالب في الثانوية وحتى أول خمس سنوات من تسلمه الوظيفة؟ دراساتنا إذا تمت فلا بد أن نضع احتمالات جديدة ونحاكي ذلك حاسوبيا ثم لا بد أن ترى النور وتنشر فيما بعد. أما إذا لم تتم بهذه الطريقة أو لم تكن شاملة كما نأملها جميعا فلا بأس من البداية الآن من أن نبدأ متأخرين ونكون تحت وطأة ''الوقت قصير''.
إن سيرنا في طرق حددنا فيها خياراتنا واختياراتنا بعد أن درسنا خطواتنا يعني أننا سنتميز عن كثير من دول العالم لتوافر عناصر وعوامل في الوقت الحاضر ستؤسس لمستقبل مهني وأكاديمي ذي رؤية متكاملة. هذا سيجعلنا نعد تقارير علمية رصينة لا تهتم بالصدى بل بالمحتوى. وتدافع عن استحداث التخصصات والمسميات المرنة للتخصصات والوظائف الصحية. وتؤكد أهمية التطوير في كل تخصص ومسار مع توقع لمستقبل المهنة في تعديل مسميات الوظائف وتحديد متطلبات إشغالها ومستوى الرواتب والحوافز التي يمكن أن تتوافق مع أداء المهنة.
آمل من بعض المؤهلين من حديثي التخرج الذين وضعوا تحت الأضواء مبكرا إلا ينسوا أن المجتمعات المتقدمة (الغربية بالذات) (1) تعتمد على قطاع الأعمال بمساهمته في الناتج المحلي الإجمالي بنسب عالية جدا. كما أن (2) النمو السكاني بها ينحصر في أقل من 0.5 في المائة، في حين نسجل بين 2.1-2.5 في المائة. مهنيا (3) هم يعتمدون بنسبة كبيرة على خريجي معاهد وكليات التعليم والتدريب المهني بينما نحن رفعنا مستوى التوظيف على الوظائف الصحية لدرجة البكالوريوس. أما من ناحية التقدم والتطوير (4) فهم يستندون على الدليل العلمي الناتج عن الدراسات العلمية والأبحاث التطويرية التي لا تفتأ جهة مهما صغرت أن تجعل البحث والتطوير ديدنا لها للحفاظ على تنمية مكاسبها وتوازن مسيرتها. كما أنهم (5) بخلاف ما يتم في الدول العربية هم يستندون على نظم مؤسساتية لا تتغير استراتيجيتها وخططها بتغير المسؤول بل حسب تصور مستقبلي اجتمع الرأي عليه بعد دراسات دللت على ذلك. أقصد من ذلك أن مشكلاتهم الآن حتى لو بدت متشابهة فهي مختلفة الأسباب والمسببات إلى حد بعيد.
عموما لعلنا نستفيد من قرار مجلس الوزراء في 26/11/12 القاضي بإنشاء المركز الوطني للمعلومات الصحية الذي سيجعل المركز رافدا معلوماتيا مهما للدراسات الصحية تعليمية كانت أم مهنية أو بالطبع صحية. وهو من القرارات التنموية المبشرة بمستقبل نفخر به جميعا - بإذن الله.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي