السوق تتجاوب مع الأحداث الأخيرة بإيجابية

أثرت الأحداث الأخيرة حول ظهور خادم الحرمين الشريفين إيجابا على سوق الأسهم السعودية وتفاعل المتداولين مع الحدث وانعكست على البيانات المالية الخاصة بالسوق. وتعتبر أهمية الحدث على المستوى السياسي والاقتصادي كبيرة ومهمة حيث تعكس استمرارية النمط الاقتصادي المتبع من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، كما تعكس نوعا من الاستقرار السياسي على الساحة.
ونتناول البيانات المالية قبل وبعد الحدث بهدف قياس تأثير الحدث، نظرا لغياب أي مؤثرات أخرى على الساحة العالمية التي كانت إيجابية أو على الساحة السياسية، ما يجعل الانعكاسات واضحة من زاوية التأثير. كما سنقوم بمقارنة الفترة الكلية لتكون المقارنة أكثر وضوحا ومن خلال تغطية أكبر.
وسيتم استخدام متغيرات من خلال المتوسطات لنحو ستة أيام قبل وبعد الحدث حتى يظهر التغير بفعل فترة وليس بفعل يوم واحد من زاوية استمرار التأثير فترة طويلة. وتعتبر دراسة الحدث وتأثيره دقيقة في توقعاتها إذا لم تتوفر أحداث أخرى تؤثر في اتجاهات السوق، ويبدو أن الحادثة تحت الدراسة كانت وحيدة في دراستها ولم ترافقها أي أحداث أخرى في ظل التحسن والإيجابية التي كانت معايشة من قبل الاقتصاد المحلي، وعلى الساحة العالمية كانت الأمور بالدرجة نفسها. وبالتالي يمكن القول: إن الحادثة مجال الدراسة تعكس البيانات تأثيرها في معزل عن أي مؤثرات أخرى عليها. وبالتالي زوال أثرها سينعكس إيجابا على أداء السوق وتحسنها.

المتغيرات المستخدمة:
استخدمت المتوسطات لعدد الأسهم المتداولة وعدد الصفقات وقيمة الصفقات وحجم التغير في المؤشر في الفترة، وذلك لما قبل الحدث وما بعد الحدث، وأخيرا تم حساب نفس المتغيرات لشهر تشرين الثاني (نوفمبر) نظرا لأن الحدث كان في نهاية الشهر لنعكس فترة أطول.

#2#

قبل الحدث وبعد الحدث:
حدثت ضغوط قوية على السوق وتراجعت معها مؤشرات التداول، حيث بلغ متوسط الأسهم المتداولة في السوق 175.7 مليون سهم وقيمة التداول كانت 4.7 مليار ريال توزعت على 116 ألف صفقة. كما تراجع المؤشر بنحو 200 نقطة، وذلك خلال الفترة من 20-27 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012 وهي الفترة التي دخل فيها خادم الحرمين المستشفى وخضع للعملية الجراحية.
وفي المقابل وبعد الحدث أي خروجه في التلفزيون ولقائه مع أصحاب السمو والمعالي نجد أن السوق تفاعلت إيجابا، حيث ارتفع متوسط حجم التداول 219 مليون سهم، وبلغ متوسط قيم التداول 5.4 مليار ريال، وبلغ متوسط الصفقات 121 ألف صفقة وارتفع المؤشر خلال الفترة ليحقق 196 نقطة، وذلك خلال الفترة من 28-11-2012 إلي 5-12-2012. الوضع الذي عكس ارتفاعا في مستويات السيولة التي بدورها دفعت المؤشر ليعوض الهبوط الذي مر في السوق نتيجة للحدث.

نوفمبر مقارنة بنتائج الحدث:
لو نظرنا لأداء السوق خلال شهر تشرين الثاني (نوفمبر) بما قبل وبعد الحدث نجد أن الأسهم المتداولة 171 مليون سهم وهي الأقل من قبل وبعد الحدث الأمر الذي يعكس كثرة البيع والشراء مقارنة بالشهر. وكذلك بالنسبة لقيمة التداولات كانت أعلى بعد الحدث مقارنة بالشهر، في حين كانت أقل قبل الحدث وكذلك حجم الصفقات. ولكن الملاحظ أن السوق خلال شهر تشرين الثاني (نوفمبر) خسر نحو 268 نقطة وكان غالبيتها في وقت الحدث التي تم تعويض جزء كبير منها بعد الحدث.

مسك الختام:
يبدو أن السوق السعودية استبشرت خيرا بأن منّ الله على خادم الحرمين الشريفين بالشفاء وعوضت جزءا كبيرا من خسائرها خلال الفترة، مع أن التوقعات كانت ولا تزال إيجابية تجاه السوق.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي