سوق التجارة الإلكترونية تواجه صعوبات عديدة ولن تشهد نمواً إلا بعد سنوات
ما زالت التوقعات قوية بالنسبة لقطاع التجزئة السعودي، حيث تدعم العوامل الكلية والجزئية النمو للقطاع. وأهم عوامل النمو هي توسع الأحجام من خلال افتتاح متاجر جديدة ودعم وفورات الحجم للهوامش إضافة إلى الاندماجات في أسواق التجزئة. أما أهم مصادر القلق فهي ضغوطات تضخم الأجور والمخاطر التنفيذية والمنافسة.
وأوضحت ''الأهلي كابيتال'' في تقريرها الجديد أن التعديلات الجديدة التي أجريت على برنامج توطين الوظائف ''نطاقات'' ستكون من أهم مصادر قلق شركات التجزئة وقد تلقي بالضغط على هوامش الربح. وأشارت إلى أن التعديل الأخير الذي جرى في نوفمبر الماضي زاد تكاليف الإقامة للعمالة القادمة من الخارج إلى 200 ريال شهرياً (2400 ريالاً سنوياً) من 100 ريال في السابق. وقال فاروق مياه، رئيس إدارة أبحاث الأسهم في ''الأهلي كابيتال'' في تعليق له على التقرير الجديد: ''نحن نعتقد أن قطاع التجزئة سيكون من بين القطاعات الأكثر تأثراً بقرارات سعودة الوظائف بسبب انخفاض نسبة السعوديين العاملين في شركات هذا القطاع. وعلى الرغم من ذلك، نحن نؤكد أن التأثير الطفيف الذي سيحدثه قرار اعتماد حد أدنى لأجور المواطنين السعوديين العاملين في القطاع الخاص عند 3000 ريال شهرياً، وارتفاع توظيف السعوديين، كلاهما سيدعم إنفاق المستهلكين في هذا القطاع، خاصة في السلع الكمالية''.
وقامت ''الأهلي كابيتال'' برفع التوصية إلى زيادة الوزن لسهم الحكير بسعر مستهدف 116.6 ريال. وقد جاء ارتفاع تقديراتها نتيجة لازدياد الوضوح والارتياح حول الخطط التوسعية واستمرار النمو واستقراره في السعودية إضافة إلى التوسع المحتمل في الهوامش. ويعتبر النمو في تجزئة الأزياء القيّمة محفزا محتملا للنمو. إلا أن المخاطر التنفيذية والتقلب في مصادر الدخل الآخر وحوكمة الشركات تعتبر أهم مصادر القلق.
وأبقت ''الأهلي كابيتال'' على التوصية بزيادة الوزن لـ ''إكسترا'' بسعر مستهدف 108 ريالات، والحياد لكل من سهمي ''جرير'' بسعر مستهدف 155 ريالاً و''العثيم'' بسعر مستهدف 93.8 ريال. وقال السيد مياه: ''نعتقد أن ''إكسترا'' ستستفيد من الاندماج في قطاع التجزئة ومن التوسع المحتمل في الهوامش. ونعتقد أن ''جرير'' شركة ذات كفاءة عالية، مع أن أغلب الإيجابيات قد انعكست في السعر الحالي للسهم. كما نعتقد أن ''العثيم'' في وضع جيد في قطاع التجزئة المتنامي، إلا أن قلة التوسع في المتاجر قد حدت من النمو''.
وتعتقد ''الأهلي كابيتال'' أن ''إكسترا'' و''جرير'' و''العثيم'' في وضع جيد للاستفادة من قطاع التجزئة الذي تسيطر عليه المتاجر المستقلة. ونعتقد أن هذا هو الداعم الأساسي لتوسع هذه الشركات في عدد المتاجر بشكل هائل وبالتالي ارتفاع الإيرادات. وبالنسبة لـ ''الحكير''، سيبقى النمو ثابتا في قطاع الماركات المتوسطة، أما النمو الأكبر فيعتمد على قطاع الماركات الراقية والتوسع خارج المملكة. ويتداول قطاع التجزئة حالياً عند مكرر ربحية 12.6 مرة لعام 2013م نظراً للتوقعات القوية لنمو القطاع. ويتداول سهم ''العثيم'' عند مكرر ربحية منخفض نتيجة القلق تجاه النمو، كما يتداول سهم ''الحكير'' عند مكرر ربحية منخفض نتيجة القلق تجاه توسعات الشركة.
وعلى الرغم من أن ''الأهلي كابيتال'' تعتقد أن التجارة الإلكترونية تحظى بفرص مهمة للنمو في المملكة، إلا أن السوق لن تشهد نمواً ملحوظاً في هذا القطاع إلا خلال 5-10 سنوات المقبلة. ويقول مياه: ''الأسباب الرئيسية لهذا تشمل النظام البريدي الضعيف في المملكة، وانخفاض انتشار بطاقات الائتمان، والأهمية الكبيرة التي تحتلها التسوق لدى الأسر السعودية''.
وقد نوهت ''الأهلي كابيتال'' إلى أن عديدا من شركات التجزئة تستثمر حالياً في تأسيس حضورٍ لها على شبكة الإنترنت رغم الصعوبات التي تعترض هذا الطريق. وقد بدأت ''إكسترا'' في تحقيق مبيعات لمنتجاتها من خلال موقعها الإلكتروني، بينما تسير ''جرير'' حالياً في هذا الاتجاه. أيضاً، بدأت ''العثيم'' أخيراً خدمة طلب الشراء عبر الإنترنت، وإن كان ذلك على نطاق ضيق.