رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


ثوابت المناهج الدراسية (3 من 3)

في المقالين السابقين تناولنا الأسس والثوابت من الناحية النظرية للمناهج، التي أكدها التربويون وأخذت بها المجتمعات كافة، وفي مقال اليوم نعرض نتائج دراسات وبحوث تكشف واقع 16 دولة في قارات متعددة وتطبق لغات مختلفة، وذلك في الندوة التي عقدت في كلية التربية عام 1424هـ بعنوان: ''المناهج والأسس والمنطلقات''، وفيما يلي الاستنتاجات كما ظهرت في بحوث الندوة:
1) لوحظ من خلال تحليل الكتب المدرسية في الدول المختلفة وفي المقررات المتنوعة، أن هناك بعض الاتجاهات العامة السائدة في تلك الكتب. ومن هذه الاتجاهات الاتفاق على أن أي مجتمع يقدم مناهجه في ضوء الأسس العقدية والفلسفية والاجتماعية لهذا المجتمع.
2) يوجد بين شعوب العالم إرث مشترك من الثقافة والقيم العامة، يستشف من بين سطور المناهج المدرسية التي تحمل إلى جانب علومها المحضة قدراً من القيم والثقافة العامة.
3) لكل شعب أساليبه الخاصة في التعبير عن إرثه الثقافي والحضاري والقيمي، والاحتفاء به في المواسم والأعياد، والإبقاء على جذوته حية عبر المناهج المدرسية بطريقة مباشرة وغير مباشرة.
4) تبين البحوث وأوراق العمل محورية الدين كمرتكز أصيل، تنهل منه الثقافة، وتنسدل في لحمته القيم الكامنة في النصوص الثقافية والمنهجية والتعليمية، ما يجعله جذوة يفسر في ضوئها معظم الأسس والمنطلقات.
5) أهداف الشعوب عبر مناهجها التعليمية تسير في خطوط متوازية كي تخدم ثوابت العلم المتشابهة، وتتقاطع أحيانا لتعزز خصوصية الثقافات المتغايرة.
6) تبين أن القيم التي يبثها الإسلام لا تتعارض مع معظم ما ورد في النصوص التي تم تحليلها في المناهج والمقررات المدرسية، مع بعض الاختلاف في الأطر الهيكلية لعموم الثقافات.
7) اهتمت بعض البحوث وأوراق العمل بإبراز دور اللغة في تنمية الوازع الديني لدى الطلاب، من خلال القطع الأدبية والقصص والقصائد الشعرية وغيرها.
8) تبين من البحوث وأوراق العمل أن القيم المستمدة من الثقافات والأديان الواردة في المناهج، تعنى بتنظيم حياة الناس في مجتمع معين في ضوء خصوصياته، أما العلاقات بين الشعوب فيمكن بلورتها بواسطة الهيئات والمنظمات لما فيه خير البلدان منفردة ومجتمعة.
9) أوضحت الدراسات أن محو الثقافات والفلسفات الضاربة الجذور أو التفكير في تعديلها وتذويبها في ثقافة واحدة، لا يخدم التفاهم والتعاون بين الشعوب، الذي يمكن أن يتم من خلال التباين والتنوع ليكمل بعضها بعضا، بدلا من القسرية لصب الشعوب في أنماط متشابهة، ووضعها في قوالب جامدة، مع التأكيد على استحالة حدوث شيء من هذا.
10) كشف تحليل الكتب المدرسية التي تدرس في المجتمعات الغربية عن الحضور الطاغي للأفكار والرموز الدينية والحضارية للثقافة الغربية، وانعكس ذلك على محتويات الكتب التي توافقت مع الأسس العقدية والفلسفية والاجتماعية لتلك المجتمعات.
11) ظهر في ثنايا محتوى بعض الكتب المدرسية والصور غير المباشرة التي تضمنتها هذه الكتب لبعض الدول الغربية والكيان الإسرائيلي، أنها تقع فيما تتهم فيه المجتمعات الإسلامية من تمجيد الأنا مقابل الآخر وتنمية الشعور بالاستعلاء وإبراز ثقافة الحرب على حساب مفاهيم السلام.
12) أظهرت نتائج البحوث والدراسات احتواء بعض الكتب المدرسية على عدد من القيم السياسية والاجتماعية والثقافية. واتسم بعضها بالانحياز وعدم الحياد في عرضه للمعلومات، وكذلك بالإهمال وبالتشويه وبالتحريف لكثير منها.
13) اتضح من تحليل بعض الكتب المدرسية فيما يسمى الكيان الإسرائيلي اهتمامها بثقافة العنف وإبراز سمو العرق اليهودي.
14) المدارس الدينية في الكيان الإسرائيلي - التي تحظى بدعم حكومة الكيان - تقوم سياستها التعليمية ومناهجها الدراسية بغرس الكراهية والعداء للآخر، خاصة العرب واعتبارهم أغيارا. كما تكرس سمو العنصر اليهودي على غيره من الشعوب وتؤكد ضرورة وجود علاقة قوية بين طلاب المدارس والجيش.
15) لوحظ من خلال تحليل الكتب المدرسية للكيان الإسرائيلي، أن هذا الكيان حرص على التمييز الثقافي والتعليمي، وحرص أيضا على إحياء اللغة العبرية بعد أن أهملت لسنوات طويلة - حين جعلها لغة التعليم في جميع المراحل الدراسية.
16) لوحظ في بعض الكتب الدراسية التي تم تحليلها اهتمامها بالجوانب الفنية كالرسوم والصور والإخراج، واعتمادها على نظريات تعليمية حديثة في القراءة والدراسات الاجتماعية وغيرها.
17) لوحظ في بعض الكتب الدراسية التي تم تحليلها اعتمادها أسلوب المحاورة والمناقشة في عرض الحقائق والمعارف، والاهتمام بدور الطالب في العملية التعليمية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي