رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الفتح يؤسس لمرحلة

دائما ما تضع الأحداث الخوارق، وغير المألوفة بصمتها على جبين الزمن فتصبح تاريخاً يؤرخ به وصفة تنسب إليه، فالقادمون من بلد النخيل موشحين بشيء من صبره، متألقين ببعض شموخه، حاملين جميل عطائه ، قدموا ''بصمت'' وبلا صخب ''وانسابوا كالماء'' بهدوء حتى ''ملأوا'' السمع والبصر، لا تعرف لهم ''عضواً داعما''، ولا ''مرجعية '' يركنون لها سوى ''العقلانية وصدق الطموح'' يسندهما بعد ذلك ''علو الهمة وإنكار الذات''، والغريب أنهم فتية لم يبحثوا ولم ينثروا توسلاتهم في الإعلام بكل وسائله كي يروا لهم ''مدحاً'' أو يستروا ''قدحاً'' بل طاروا ''بأجنحة الصفاء'' بعيداً في سماء الإبداع وصناعة ''الذات القوية''، كثيرة هي الفرق التي وصلت إلى دوري زين ولكنها لم تكن ''بإشراقه'' الفتح الجميلة، فأولئك أرهقتهم ''الصراعات'' واغتال طموح البعض منهم ''الحسد'' بينما البعض وضع على فريقه ''حجرا محجورا'' كي لا يمسه قريب ولا بعيد، فتاه الجمع منهم في دوامة الغيرة والحسد فتفرقوا وفشلوا ''وذهبت ريحهم''.
وحين نفتش في خفايا النموذجي الجميل صاحب ''السيرة العطرة''، نراه ''يؤسس لفكر'' خلاصته كيف تصل لما تريد وتنال بغيتك ''بتخطيط مسبق عنوانه'' الحب والأخوة حق للجميع ''لم نسمع لهم صوت ''شكوى مقززة '' رغم ما واجهوه من ظلم في بعض الأحيان، فأتت شكاتهم تحكي وتجسد صورة من الرقي في المطالبة بالحق دون ''إقصاء المنافسين وإنقاص حقوقهم'' وحين تسنموا سلم الترتيب وتصدروا ''أصحاب الملايين'' و''مالئي الدنيا وشاغلي الناس'' رأينا صوت التواضع الحق، وصورة البطل الحقيقي فلا ''غرور ولا كبرياء'' اختفى صوت ''الأنا وحضرت صفة ولسان نحن''، لله دركم من رجال ارتقيتم بفكركم، لله دركم من رجال عمل خططتم بهدوء، ولله دركم ''أثقلتم كاهل'' من يأتي بعدكم ومنافسين لكم بثقل العمل الجيد والتخطيط المسبق و''تقنين الصرف'' وفق مقتضى الحاجة.
ومن أبرز ملامح هذا الفكر الذي دشن مدرسة جديدة من مدارس الفكر الرياضي الاحترافي في مرحلة انتقالية تمر بها الحركة الرياضية السعودية نجدها التالي:
- وضوح النهج الإداري وتكامل الأدوار بين أعضاء مجلس الإدارة.
- الثبات على المدرسة التدريبية ومنحها الثقة الكاملة.
- تقنين الصرف وعدم المبالغة في أرقام التعاقدات المحلية وكذلك مع اللاعبين غير السعوديين.
- الحذر في التعامل مع الإعلام وعدم الانسياق خلف بريقه ووهجه المحرق، أبقت حالة الود وحسن النية قائمة بين رجال الفتح.
- براعة فتحي الجبال المدير الفني للفريق و''صدقه ونزاهته'' في العمل أوجد فريقاً متماسكا، يعمل كمؤسسة متكاملة ينصهر الجميع من أجلها وبغية نجاحها.
- مثالية جمهور الفتح فهم لم ''يستفزوا'' إدارتهم ولم ''يحملوها'' على معاداة الآخرين أو مشاكستهم؛ بينما هم في الوقت نفسه يرفعون ''معنويات وحماس'' الفريق في كل محفل يقفون خلفه ويساندونه ويؤازرونه.
قد يكون فات الكاتب بعض من جمال وملامح مدرسة الفتح الإدارية الجديدة لكن بكل تأكيد لسان التجربة يرفع صوت المطالبة لروادها بتسجيل تجربتهم وتدوينها فالفكر أحق بالبقاء، فكثيرون سجلوا تجاربهم ودونوا تاريخهم وبقي منهجاً يتبع وطريقة جميلة سنوها لمن جاء بعدهم، فهل يفعلها العفالق وصحبه ويقدمونها لنا تجربة عشنا فصولها حتى رأينا ثمارها يانعة وجمال أزهارها يملأ الرحب إبداعاً وإشراقا لشمس العمل المؤسسي المحض.

كلام جميل لمقتضى الحال
- السعادة ليست الحصول على ما نتمنى أن نملك، بل هي أن نفهم وندرك قيمة ما نملك.
- أن تصمم على شيء فتلك هي قوة العقل، ولكن حين تحققه فتلك هي قوة الإرادة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي