حقوق الإنسان يا عالم

بين خيبة جمعية حقوق الإنسان وهيئة حقوق الإنسان، نحن ما زلنا نراوح في المربع الأول في مجال حقوق الإنسان. البعض عندما يسمع المصطلح يشعر بالريبة. وهو لا يدري أن هناك توجيها من ملك البلاد - يحفظه الله - ومن مجلس الوزراء أيضا بنشر ثقافة حقوق الإنسان. لكن لا الهيئة ولا الجمعية فعلت شيئا محسوسا في هذا الاتجاه. ولهذا السبب، فإن كثيرين يطؤون حقوق الناس دون أن يرف لهم جفن، ليس لأنهم طغاة أو ظلمة، بل لأنهم تربوا في طفولتهم على مبدأ: "إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب". لذلك فإن هذه الذئبوية تطفو وتظهر في الشارع أثناء قيادة السيارة وفي الطابور في المنشآت الحكومية والخاصة. ذئبوية بعض الناس عندا، لم تجد من يقوم بتهذيبها من خلال نشر مفهوم الوعي. لذلك فأنت قد ترى أحدهم يتعاطف مع قضايا وقصص إنسانية مختلفة بدافع إنساني نبيل، لكنه لا ينظر إلى نفسه كفرد، ولا يرى إلى أي مدى يمارس تجاوزا لحقوق الناس. وأحيانا يشعر بالرعب إن قلت له إنك تمارس تجاوزا ضد حقوق الإنسان. والسبب أن لفظة حقوق الإنسان مسيسة، وهذا التسييس أسهمت فيه مؤسسات حقوق الإنسان الرسمية، إذ لا نسمع لها حسا ولا صيتا إلا من خلال تقاريرها التي يجري رفعها للجهات المحلية والدولية، وهذا شيء جيد، لكن الأجود الاهتمام الحقيقي بحقوق الإنسان. وعلى من لا يؤمن بمثل هذه الحقوق البسيطة ألا ينتمي إلى الهيئة أو الجمعية، فمن المعيب أن تصدر من بعض منسوبي هذه المؤسسات أي تصريحات تتعارض مع حق الإنسان أو تبرر التجاوزات ضده، سواء في الداخل أو الخارج.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي