«الخطوط السعودية»: لا توجد شركة طيران في العالم تحقق 324 مليار ريال لمبيعات التذاكر
أشير إلى مقال الدكتور حامد علي هرساني المنشور في جريدتكم الموقرة في عددها رقم 6901 بتاريخ 15/10/1433هـ الموافق 2/9/2012 تحت عنوان '' الخطوط السعودية 300 مليار مبيعات التذاكر وتخسر''، الذي توصل فيه من خلال اطلاعه على إعلان عن انضمام ''السعودية'' إلى ''تحالف سكاي تيم'' إلى قيام ''السعودية'' بتشغيل 14800 رحلة يوميا وتحقيق مبيعات للتذاكر تتجاوز 324 مليار ريال وصافي إيراد بلغ 100 مليار ريال، وبالتالي توصل إلى استنتاج بأن سبب الخسارة يرجع إلى ''أيد فاسدة نفسيا أو إداريا''، مختتما مقاله بتحويل تساؤلاته إلى هيئة مكافحة الفساد.
#2#
وإن كنا نستهل رسالتنا هذه بكلمة عتاب، فإن هذا العتاب يمتد في الوقت نفسه إلى صحيفتنا الموقرة ''الاقتصادية''، وهي من الصحف الرائدة والمتخصصة في عالم الاقتصاد والأعمال ولغة الأرقام، حيث كان يجب على جريدتنا الموقرة، ليس فقط مراجعة مضمون المقال، إنما التأكد من الأساس الذي بنى عليه الكاتب تصوراته حتى لا يؤدي ذلك للإساءة لصرح كبير من صروح اقتصادنا الوطني، وبالتالي فإن المسؤولية مشتركة بين الكاتب والصحيفة، خاصة وقد كان بالإمكان التواصل مع ''الخطوط السعودية'' وطلب أي إيضاح حول هذا الموضوع، وإليكم بعضا من ملاحظاتنا في هذا الشأن:
- أشار الكاتب إلى تحقيق ''الخطوط السعودية'' مبيعات للتذاكر تتجاوز 324 مليار ريال، ولو حاول الكاتب البحث عن إيرادات كبريات شركات الطيران في العالم للمقارنة مع ''الخطوط السعودية'' فلن يجد أي شركة في العالم تحقق هذه الإيرادات، والجدول يوضح إيرادات عدد من كبريات شركات الطيران في العالم، وهذه المعلومات متوافرة للجميع على شبكة الإنترنت.
- يشير الكاتب إلى قيام ''السعودية'' بتشغيل 14800 رحلة يوميا دون التطرق إلى الوقت والمكان أو المنظومة التشغيلية أو المطارات التي يمكن أن تتسع لهذا العدد الهائل من الطائرات في يوم واحد، ولو رجع الكاتب إلى أي مادة صحافية صادرة عن '' الخطوط السعودية'' لأدرك أن المؤسسة تقوم بتشغيل ما يقارب 400 رحلة يوميا ترتفع إلى أكثر من 500 رحلة في مواسم الذروة عبر 27 محطة داخلية و58 محطة دولية بإجمالي 85 محطة ترتفع إلى نحو 105 محطات خلال مواسم الذروة، مع العلم أن ''السعودية'' تستفيد من الانضمام إلى تحالف ''سكاي تيم'' لخدمة عملائها من خلال شبكة رحلات تشمل أكثر من 15 ألف رحلة يوميا إلى جانب التشغيل لأكثر من 993 وجهة حول العالم، إضافة إلى نحو 520 صالة لدرجتي الأولى والأعمال في المطارات الدولية وغير ذلك من الخدمات التي لا يتسع المجال لعرضها بالتفصيل.
#3#
- هذا المقال يعد نموذجا واضحا لعدم اكتراث البعض بمسؤولية الكلمة وتأثيرها ووجوب التأني والتريث، خاصة إذا كان هناك نشر على نطاق واسع، ناهيك عن واجب التدقيق والمراجعة قبل النشر، سواء من قبل الكاتب أو الصحيفة، حيث كما تعلمون أن قرار مجلس الوزراء الخاص بتعيين متحدثين رسميين للجهات الحكومية قد تضمن في المواد الأربع الأخيرة أنه ''على المؤسسات الإعلامية الاستعانة بمتخصصين في المجالات العلمية بحيث تعرض عليهم المواد الإعلامية المتعلقة بتلك المجالات لمراجعتها قبل نشرها''.
- إشارة الكاتب إلى أن سبب خسائر ''السعودية'' يرجع إلى ''أيد فاسدة نفسيا أو إداريا''، وكذلك تحويل تساؤلاته إلى هيئة مكافحة الفساد تنطوي على إساءة مباشرة للقائمين على هذه المؤسسة دون أي سند أو أساس يدعم ادعاءاته، بما يخالف مقتضى الأمر السامي الكريم رقم أ/93 بتاريخ 25/5/1423هـ المتضمن أن ''النقد البناء لا يستهدف الأشخاص أو التنقص من أقدارهم أو الإساءة إليهم تصريحا أو تلميحا''.
- تخضع قوائم الحسابات الختامية للمؤسسة للمراجعة والتدقيق من قبل المستشارين القانونيين المتخصصين ومن ثم يتم اعتمادها من قبل مجلس الإدارة، الذي يتابع ويقر جميع أنشطة المؤسسة وحساباتها، إضافة إلى أن المؤسسة تخضع للمراقبة من قبل ديوان المراقبة العامة.
في الختام .. يتضح أن تناول الكاتب لموضوع ذي أهمية قصوى دون الحرص على تدقيق ومراجعة المعلومات من شأنه إلحاق الضرر والإساءة، ليس فقط لـ ''الخطوط السعودية''، إنما للاقتصاد الوطني بشكل عام.
خالد بن عبد الله الملحم
مدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية