رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


مشروع للتداوي «بالصدقة» في جميع المستشفيات

اتصل بي صديق عزيز بعد زيارة لصديقه المريض في أحد المستشفيات وأهدى لي فكرة آمل أن يكون له نصيب من أجرها؛ إن وجدت طريقها للتنفيذ. وملخص الفكرة أنه، حسب قوله، وجد غرفة المريض وقد امتلأت جنباتها بالزهور، كما أن الممر المؤدي للغرفة قد نال نصيبه من باقات الزهور التي لا تقل قيمة الواحدة منها عن 300 ريال. وتساءل: كم من المبالغ تهدر لشراء أزهار يتم استيرادها ولا يستفيد من تجارتها إلا عمالة وافدة إضافة إلى ضررها الصحي على المريض نفسه؟ ودعا إلى الأخذ بالهدي النبوي (داووا مرضاكم بالصدقة) مقترحاً إيجاد مكاتب للجمعيات الخيرية في المستشفيات لكي يتصدق الزائر بمبلغ معين عن المريض وليس عليه.. بدل الهدر الحاصل في شراء الزهور.
وعدت أبحث في جوانب الفكرة، كما هي عادتي قبل الكتابة، فوجدت معلومات مهمة لا بد من الإحاطة بها وهي أنه من الناحية الصحية يفضل عدم وجود أي نبات أو أزهار داخل غرف النوم لأنها تنافس الإنسان على الأوكسجين الموجود في الغرفة فما بالكم إن كان هذا الإنسان مريضاً ويحتاج إلى كمية أكبر من الأوكسجين لكي يساعد على شفائه عاجلاً .. فكيف إذا نهدي مريضنا الذي نحبه وندعو له بالشفاء ما يؤثر سلباً في صحته؟!
ومن المعلومات التي ظهرت أثناء البحث أن المملكة استوردت العام الماضي زهوراً بنحو 25 مليون ريال، إضافة إلى كميات منها يتم إنتاجها محلياً.. ويتم التخلص من الأزهار بعد يوم أو يومين من شرائها بمبالغ طائلة حيث لوحظ ارتفاع أسعارها أخيراً.
ويقابل هذا الهدر للملايين حاجة 617 جمعية خيرية في أنحاء المملكة إلى الدعم، ولذا فإن هذه الجمعيات مدعوة إلى التنسيق بينها لتبني مشروع التداوي بالصدقة .. بحيث يؤسس في جميع المستشفيات مكاتب تحمل اسم المشروع .. ويأتي مَن يقوم بزيارة مريض ولديه الرغبة في الصدقة عنه .. وأكرّر عنه وليس عليه فيسجل على بطاقة إهداء اسمه وتبرعه موضحاً اسمه وأيضا اسم المريض الذي يتصدّق عنه والجمعية الخيرية التي يتبرّع لها .. وفي نهاية اليوم تقدم بطاقات الإهداء للمريض ليعلم مَن تبرّع للجمعيات الخيرية باسمه ليعم الأجر للمتبرّع والمريض ـــ بإذن الله.
وأخيراً: أنا لا أدعو إلى إلغاء محال بيع الزهور في المستشفيات وإنما أقترح إيجاد مكتب بجوارها يحمل عنوان (التداوي بالصدقة) وتوزع من خلاله مطبوعات تحث على ذلك ويترك للزائر حق اختيار ما يريد، خاصة بعد معرفة ضرر النبات والزهور على المريض، وفائدة الصدقة عن المريض، ودعم ذلك العمل للجمعيات الخيرية وتكون لدى هذا المكتب فئات متعددة من البطاقات تبدأ من 50 ريالاً إلى 500 ريال .. وسيكون في حصيلة هذا الجهد في جميع المستشفيات خيرٌ كثيرٌ ونتائج إيجابية حتى على الاقتصاد الوطني عن طريق خفض واردات الزهور والاكتفاء بما ينتج منها محلياً لحفلات الأفراح وما شابه ذلك.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي