هزازي ضحية أم جان؟
إبراهيم هزازي ضحية من ضحايا المبدأ الجاهلي ''وهل أنا من غزية إن غوت'' الذي ارتضيناه مطية تحملنا في علاقاتنا مع محيطنا الصغير والكبير، ''فعاطفتنا'' جعلتنا نتناسى مصلحة الوطن الكبير بسبب هجرنا وتركنا مبدأ وطريقة إسلامية أمرنا نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم بالسير عليها وجعلها ''منهاجاً وشرعة'' ألا وهي قول المصطفى ''انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً'' ومن ثم فسر نصرة الظالم بأن ''تردعه عن ظلمه'' فهل فعلنا ذلك؟ أين الناصح الأمين؟
الأخطاء ذاتها تتكرر منذ زمن؛ إبراهيم هزازي صورة ''مكررة ومنسوخة'' فأمثاله كثر يجدون ''المبرر'' ويجدون ''المدافع'' عن زلاتهم وهناتهم؛ فالرجل الذي يبدو لطيفاً ومؤدباً خارج الملعب ''تجسد'' في تفكيره ''الصراع والضرب والرفس'' حق للشعار فحب ''الجماهير'' و''كتّاب النادي وإعلاميوه'' مرتبط بقدر''ما ترفس'' فهو معادلة نسبية ''يزيد بالصفع'' و''ينقص بالمثالية''، فهل من الحكمة معاتبة من نشأ على صوت أعلام التعصب وتشرّب الكره والحقد على الآخرين وهي نافذة يطل منها جزء من ثقافتنا في التعاطي مع بعضنا حين يذهب وجداننا العربي يستحضر''صورة عنترة'' البطل الأوحد حامي الديار وحامي الذمار، فنجسدها انفعالاً صارخاً وخروجاً عن نص الأخلاق الكريمة كي ننفث من خلالها ''كمية من عدم الحب والبغضاء''، فهل نرعوي بعد ماحدث ونجعل ''المصلحة الكبرى'' هدفاً فنُلون الخطأ باللون ''القاتم الأسود'' ونُلون الجمال ''بالأبيض الناصع'' لون الصفاء، ونقول لهزازي وغيره قيمتك هي ''برصيدك من الحب'' و''برصيدك من العقلانية'' والقدوة الحسنة التي تساعدنا بها في ''تربية النشء'' فما تفعله ''يشاهده الملايين'' لا تملكه لوحدك فما حباك ربي به من شهرة ''يثقل عاتقك'' بهذه المهمة والمسؤولية ويضيف بعداً أخلاقيا تقدمه من خلال ركضك في الساحات الخضراء.
- التبرير للخطأ ''أكبر من الخطأ'' ذاته فمن يجمّل القبيح ويتْعب ركابه في البحث عن غطاء يجمّل الصورة ''المشوهة'' يتحمل وزراً كبيراً من ''الانفلات'' الحاصل، فلو لم يصور ''إعلام الأندية'' زلات لاعبيه بأنها ''حماسا وشجاعة'' و''ردود أفعال'' وأطّرها بإطارها ''السيّئ'' لقطعنا دابر ''الخطيئة في مهدها'' فلم يتجرأ البعض منا على نحر الجمال في ليلة سطوع الوطن في أيام الحج.
- الاتحاد السعودي لماذا حرص على أن يبقى بعيداً عن الأحداث التي تلت المباراة، فهي وإن كانت تحت مظلة الاتحاد الآسيوي فمن باب ردع المخطئ وتحميله تبعات خطئه، كان الأولى به المبادرة بلوم وتعنيف من تسبب بالفوضى وتشويه الوسط الرياضي، ولكن الشجاعة في القائد فطرية لا تشترى، فما عرفناه في الماضي من تدخل للسلطة الرياضية متى ما خدش تصرف أرعن نبل ''أخلاق الرياضي السعودي'' لماذا تلاشى الآن؟ لا تقولوا ''النظم واللوائح'' لأننا ندرك يقيناً أن كل اتحاد له نظمه وقوانينه الخاصة التي ''متى اعتمدها فيفا'' أصبحت رسمية قابلة للتطبيق.
متفرقات:
الأهلي وخطوات الواثق: لم يثني ''تأخر الحصول'' على النتائج الأهلاويين عن الاستمرار في الخطة التي رسموها في البناء من الأكاديمية وعدم الجنوح لخطأ الآخرين ''بالترقيع'' وشراء ''الجاهز''، فالجيل القادم من أبناء الراقي تشربوا رقيه ''خلقاً ومهارة'' فأصدق الدعوات بأن نراهم ''أبطالاً للقارة'' في تتويج جميل لمسيرة ''الفكر والتخطيط الراقي''.
بركان الشباب: الشباب يغلي تحت ''نار تكبر يوماً بعد آخر'' فمتى يدرك مسيروه مكمن الخلل؟ فضعف المحور الدفاعي مع عدم استقطاب بديل كفء لتفاريس جعل الأبواب ''مشرعة للمرمى'' وما زال الفريق يدفع ثمنه مباراة تلو الأخرى. جرأة المدربين: افتقدنا المدرب الجريء القادر على إتاحة الفرصة للنجوم الشباب ومنحهم المساحة الكافية كي يقدموا ما لديهم، ولكن مدرب الأهلي كسر هذه ''الرتابة''، ويبدو أن ''مدرب النصر'' يمتلك من الشجاعة والجرأة الشيء الكثير، وهذا ما يبشر بمستقبل ''جديد للكرة السعودية'' من خلال تجديد الأسماء وضخ دماء جديدة.