موسم حج لا ينقصه التوفيق
موسم حج هذا العام لا ينقصه التوفيق، فقد أتم الله على الحجيج أداء مناسكهم، برغم الأصوات التي تعالت ببعض الانتقادات لخدمات قطار المشاعر. أو لعدد الحجاج غير النظاميين، وهو العدد الكبير الذي يحتاج إلى دراسة وبحث في مبررات هؤلاء الأشخاص في كسر قيود النظام الذي لم يوضع إلا لحمايتهم ولتسهيل مناسكهم، وحماية لحقوق من تحملوا العناء وقدموا للحج وقد بذلوا ما يستطيعون لأداء هذا النسك العظيم.
مشكلة حج هذا العام لا ينقصها موارد، فقد أفضت حكومة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله - بسخاء لإنجاح هذا الحدث العالمي، ولم تتأخر سابقا أو تتوان لاحقا في تقديم كل ما من شأنه حماية جموع الحجيج والتيسير عليهم وخدمتهم منذ دخولهم أرض الحرمين إلى مغادرتهم. المشكلة قد تكون في ترشيد هذا الحدث وإعطائه حقه من قبل بعض الجهات ذات العلاقة والشركات المشغلة.
رغم الأصوات التي تعالت بوجود ضعف في إمكانات قطار المشاعر لمواجهة الطلب الزائد على هذه الخدمة، وظهور بعض الأصوات الرسمية التي ألقت باللائمة على من سموهم "الحجاج غير النظاميين"، ظهرت بعض الأصوات من داخل شركات التشغيل، وغردت ببعض الحقائق التي يمكن أن تؤخذ في عين الاعتبار، فضعف قدرات العاملين في هذا القطار مرجعه إلى أن أغلب الوظائف فيه وظائف موسمية، تشغل لفترة بسيطة من السنة وتنال قدرا يسيرا من التدريب النظري الذي لا يتناسب مع واقع التشغيل.
مشكلة الحجاج غير النظاميين التي رمى أغلب المسؤولين باللائمة عليها يمكن أن ترد إلى أسباب عديدة أهمها ارتفاع أسعار الحملات، التي تبنى على ارتفاع في تكاليف تأجير المواقع لشركات الحج، ما أفرز أعدادا كبيرة من غير القادرين على تحمل تكاليف الحج، ما أدى إلى لجوئهم إلى الاحتيال على النظام بطريقة غير شرعية. وهذه المشكلة تصاعدت كثيرا قبل موسم الحج وأشبعت نقاشا.
أيضا غياب العقاب لمن يتجرأ على كسر الأنظمة، والتعدي على حقوق الحجاج النظاميين في أداء مناسكهم، قد يكون سببا في مضاعفة عدد الحجاج غير النظاميين في هذا الوقت.
تشكيل لجان لمعرفة أسباب قصور بعض الخدمات لن يأتي بالحلول السحرية ما لم تكن لجان التحقيق مستقلة عن جهات العمل التنفيذي، وما لم يشمل هذا الاستقصاء جميع الأطراف التي شاركت في عملية الحج، من جهات رسمية وعاملين وعينات من حجاج نظاميين وغير نظاميين.
ما تقدمه حكومة هذه البلاد لحجاج بيت الله، لا تقدمه أية دولة على وجه البسيطة، وكلنا نفاخر به حكومة وشعبا، ولكن يجب أن يقابله نجاح يتوازى مع الخبرات المتراكمة في إدارة هذا الحدث السنوي العظيم.
كل عام وأنتم بخير.