تبرئة قطار المشاعر
كل التصريحات التي قرأتها للمهندس فهد أبو طربوش مدير عام مشروع قطار المشاعر المقدسة، تضع المسؤولية على الحجاج، وتقول إن تدافع المتسللين إلى القطار أدى إلى المشكلات التي حصلت أثناء الانتقال من عرفات.
الرجل كان مسرفا في الحديث للجميع، وهذا أمر إيجابي مبدئيا. لكن الإشكالية في جوهر تلك التصريحات. بدا أبو طربوش في تصريحاته وكأنه يريد أن يستبق نتائج التحقيق فيدين الحجاج ويبرئ نفسه والآخرين من أي تقصير.
بل إنني شعرت وأنا أرصد تصريحات الرجل من صحيفة إلى أخرى ولمدة يومين متتاليين، وكأنني أسمع إنسانا يحدثني عن حالات مستجدة فيما يخص المفاجآت التي ترافق الحج.
قلت سابقا وما زلت أقول إن هناك جهودا هائلة تبذلها الحكومة، وهذا أمر لا يمكن حتى لأشد الخصوم أن ينكره.
لكن بعض الهفوات التي تحدث كما في حالة قطار المشاعر، أو في المشكلات التي نجمت العام الماضي عن سوء تفويج حجاج ومعتمرين وتكدسهم في مطار الملك عبد العزيز، هذه الهفوات إن تم السكوت عنها والتعامل معها على أنها أمر عادي لا يمكن أن يتم الحج بدونها، أو تعليقها على مشجب الحجاج المخالفين، أمر ليس حميدا. وهو لن يفضي إلى حلول حقيقية، باعتبار أن أي حل حقيقي للمشكلات التي تواجهنا ينبغي أن يرافقه تحديد دقيق للمشكلة.
باختصار شديد تصريحات المهندس فهد أبو طربوش مدير عام مشروع قطار المشاعر المقدسة، لا تخرج عن دائرة تبرئة الذات ورمي المسؤولية خارج أسوار القطار. وبالتالي من الضروري ألا يكون المهندس أبو طربوش ضمن اللجنة المعنية بالتحقيق، باعتباره أحد الأطراف الذين لا بد أن يطولهم التحقيق.