غرائب الاحتفال بالعيد

حل على المسلمين عيد الأضحى المبارك يوم الجمعة الماضي. وتتنوع مدة ومظاهر عيد الأضحى المبارك وطرق الاحتفال به لدى الشعوب المسلمة.
وتعكس هذه التنوعات اختلافات مذهبية وثقافية وعادات وتقاليد. لكنه يجمع بينها التقرب إلى الله سبحانه بالأضحية، والفرح بيوم العيد، وارتفاع الإنفاق الشخصي.
فمن حيث المدة، أتوقع أن السعودية هي الدولة صاحبة الإجازة الأطول لعيد الأضحى، وخاصة لموظفي الحكومة. مدة الإجازة لموظفي الحكومات في أغلب الدول الإسلامية تراوح في العادة بين ثلاثة وأربعة أيام. وحتى لا يساء الفهم، المقام هنا ليس مقام تقييم لمدة الإجازة.
ومن جهة الإنفاق، يعرف القراء أن الأعياد مواسم تجارية في كل دولة ومكان. تشهد الأسواق مع قرب حلول كل عيد ارتفاعا واضحا في إنفاق الناس. وخاصة على السلع والخدمات المرتبطة بالمناسبة. وأسهم في زيادة تحريك النشاط لعيد الأضحى لهذا العام في العديد من الدول صرف رواتب تشرين الأول (أكتوبر) في وقت أبكر نسبيا. وهو صرف وقع في ظل غلاء فاحش يعصف بالعالم مقرونا بدخول متدنية للغالبية.
كما تشهد الأعياد حركة سفر نشطة. خاصة عند طول الإجازة كما هو الحال في السعودية. لكنه سفر يلفت الانتباه. هناك غلاء وتدن في الدخول. وفي الوقت نفسه تناقل الناس خلال الأسبوع الماضي أرقاما لا يعرف مصدرها عن عدد السعوديين الذين غادروا المملكة لقضاء إجازة العيد خارج الوطن. أعطيت أرقام تصل إلى مليون مسافر إلى دبي لوحدها. وهي أرقام (لو صحت) تنفي معاناة الناس من غلاء أو انخفاض دخول. لكن مركز المعلومات والأبحاث السياحية ''ماس''، التابع لهيئة السياحة أعطى أرقاما في حدود 150 ألف مسافر على دبي هذا العيد. ويستقي ''ماس'' معلوماته، بحسب تصريحات مديره العام، من المنافذ الحدودية للمملكة وعبر مركز المعلومات الوطني التابع لوزارة الداخلية، ومطابقة هذه الأرقام بما تعلنه دائرة السياحة في دبي.
وأما من جهة عادات الشعوب في العيد، فالتنوع بين الشعوب واضح جدا. ففي الجزائر، مثلا، اعتاد الجزائريون في الأيام السابقة للعيد على تنظيم مصارعات للخرفان.
وأما في المغرب، فليس غريبا أن ترى دعايات من قبيل خذ قرضا لشراء الأضحية وربما أيضا هدايا العيد، ومع القرض ثلاجة مجانا. وحقيقة هذه الثلاجة سحب بالقرعة. وتعطى القروض عادة للموظفين، وتصل إلى قرابة 2500 ريال تسدد على سنة إلى سنتين في الغالب. وتجد في المغرب لدى بعض الأسر ممارسات وقت ذبح الأضحية مصدرها اعتقاد منع الحسد والسحر والجن.
وأما اليمنيون فيهتمون بإصلاح منازلهم قبيل العيد. وتكثر هناك رحلات الصيد خلال إجازة العيد.
ولدى مسلمي الصين وخاصة في شمال غربي الصين لعبة خطف الخروف. يتسابق المتسابقون بركوب الخيل والانطلاق بسرعة لخطف خروف العيد دون أن يلمس الخيال الأرض. ومن يخطف بأقصر وقت يعد الفائز.
وبعدها تجتمع الأسرة لتلاوة آيات وأدعية لدقائق معدودة، ثم يذبح الخروف ويوزع أثلاثا.
وأما أهل الأردن فيهتمون أكثر من غيرهم بحلوى العيد. ويفضل الأردنيون كعك العيد المصنوع في المنازل. ويتفننون في صناعته.
وأما في ليبيا، فهناك بعض الشعائر التي يمارسها الليبيون عند التضحية. فمثلا، يكحلون عين الأضحية. ولدى الليبيين أكلات ربما كان أشهرها خبز العيد. وتحضيره عادة قديمة في ليبيا، وما زال الأمازيغ يمارسونها إلى الآن، ويعتبرون ممارساتهم تمثل الطريقة الليبية التقليدية، قبل دخول ليبيا في الإسلام. وتتفنن الأمازيغيات في صنع حلوى أو فطيرة العيد.
تقبل الله من الجميع وكل عام وأنتم بأحسن حال.