رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


أبو عبد الناصر .. قصة الاسم وسر النجاح

لم يكن ذلك الطفل الذي ينضح عليه والده الماء البارد في عز الشتاء القارس لكي يصلي الفجر في إحدى قرى بني مالك جنوب المملكة يعلم أو حتى يحلم بأنه سيعمل في "أم الدنيا"، ويشرب من ماء النيل ويسمي ابنه الأول عبد الناصر، وجاء من ينتقد هذا الاسم شرعياً فلجأ إلى أحد (المشايخ) يسأله الرأي الشرعي في جواز تسميته (عبد الناصر)، فأكد له أنه من أفضل الأسماء، بل نصحه أن يبقيه. ودعا الله أن يبارك له في هذا الابن .. هذه مجرد مقدمة لقصة عصامية ونجاح أود أن يستفيد منها شباب اليوم، فهذا المواطن (المالكي) حضر من قريته إلى الرياض بعد أن نال شهادة الابتدائية لكي يساعد أسرته التي تعاني شظف العيش، وتنتظر المطر حتى تزرع ما تأكل، والتحق بورشة لإصلاح السيارات تابعة لوكالة معروفة، براتب قدره 150 ريالاً شهرياً .. وكان يساعد مهندساً سعودياً أعطاه الفرصة بأن يتعلم المهنة على أصولها .. وحضر مدير الورشة ذات يوم فإذا الصبي يقوم بكامل العمل والمهندس يشرف فقط فأمر بأن يضاعف راتبه إلى 300 ريال، وكاد أن يطير من الفرح .. وبعد ثلاث سنوات ذهب إلى صديق له ومن قريته أيضاً يعمل في وزارة الإعلام، وأخذ يساعده مساءً لإنجاز الكتابة على خطابات ولوحات سترسل للمناطق .. وحضر فجأة مسؤول بارز في الوزارة، وأعجب بالخط، فطلب أن يقبل العمل في الإدارة نفسها براتب شهري قدره 450 ريالاً .. فترك ورشة السيارات، والتحق بالعمل الإعلامي الذي أتاح له فرصة قراءة الكتب المسموحة والممنوعة أيضاً المصادرة لدى قسم الرقابة الإعلامية، وهذا ما رفع درجة ثقافته إلى مستوى لم يكن يتوقعه، ومن الإعلام إلى البريد بعد أن نجح في مسابقة وظيفية ثم منها إلى وزارة الخارجية بعد أن أكمل تعليمه ليلاً حتى نال الثانوية العامة .. وفي أول وظيفة خارجية في مصر كما أسلفنا وجد نفسه زميلاً لولده عبد الناصر في الجامعة، ولم يجد حرجاً في ذلك حتى نال الشهادة الجامعية، والآن .. وهو يعمل في السفارة السعودية في إحدى دول الخليج يسرد قصة حياته بكل فخر شاكراً الله أولاً ثم كل من ساعده على النجاح بدءاً بوالده (يرحمه الله) الذي لولا اصطحابه لصلاة الفجر ثم عمله في الحقل قبل الذهاب للمدرسة والعودة بعد ذلك إلى الحقل بعد انتهاء المدرسة لما تعلم جدية العمل والانضباط والبحث عن الأفضل دائما، وهذا ما يحتاج إليه شبابنا اليوم.
وأخيراً: تحية لأبي عبد الناصر (محمد جار الله المالكي) ولكل مواطن عصامي مثابر وما أكثرهم على امتداد بلادنا الطيبة، حيث كانوا خير مثال لأبنائهم الذين يشقون طريقهم في الحياة بنجاح (وصلاح الآباء يدرك الأبناء) كما يقال وكما ثبت من التجارب والنماذج المشرفة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي