رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


ألسنا الأولى باحتواء هؤلاء المسلمين في العيد؟

لولا العيد لأصبحت السنة رتيبة ومملة، ولأصبحت العلاقات بين الناس فاترة وضعيفة! فهو عبارة عن جرعات منشطة لتقوية التواصل الاجتماعي بين الأقارب والأصدقاء. فكثيراً ما تضع الأسر التزاماً غير مكتوب على أفرادها بالتجمع في يوم العيد والاشتراك في وجبة واحدة على الأقل.
لقد اعتاد الناس في الماضي التجمع في المسجد بعد صلاة العيد لتناول وجبة الغداء التي تشترك في إعدادها كل أسرة من خلال المشاركة بطبق مميز، وكانت الأسر تتنافس لتقديم الأفضل من حيث الطعم والشكل والرائحة، ولكن هذه العادات الجميلة اختفت إلا من أحياء قليلة في بعض القرى والمدن الصغيرة.
في الوقت الحاضر، يعيش في المملكة نحو عشرة ملايين وافد، أغلبهم من الدول الإسلامية. هؤلاء ينظرون للمملكة نظرة خاصة، كونها تحتضن قبلة المسلمين جميعاً، وتتشرف بوجود الأماكن المقدسة الأخرى. وعلى الرغم من ذلك، لا نعاملهم المعاملة اللائقة خاصة في أعيادنا الدينية ومناسباتنا الاجتماعية.
كيف يسبقنا الغرب بالتعامل الحسن مع الأجانب في مناسباتهم وأعيادهم الدينية، ونحن أصحاب الرسالة الخالدة والدين الحنيف. في أمريكا - مثلاً - تقوم بعض المؤسسات الخيرية بالتنسيق مع بعض الأسر لاستضافة واحد أو اثنين من الطلاب الأجانب ليدخلوا في أعماق الحياة الاجتماعية الأمريكية ويبنوا جسور مودة وصداقة.
ألسنا الأولى باحتواء هؤلاء المسلمين في يوم العيد؟ فعن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: ''مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى''.
كما حث النبي (عليه الصلاة والسلام) على المحبة والتواصل فقال: (لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخواناً ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال).
في الحقيقة، أتألم عندما أرى كثيراً منهم يأخذون زينتهم بملابسهم الوطنية وكأنهم يقولون ''نحن هنا.. معكم ..نحتفل بالعيد مثلكم''، ولكنهم مع الأسف يعيشون في عزلة وكأنهم أتوا من كوكب آخر! فقلما يتلقون دعوة لتناول وجبة العيد في كنف إحدى الأسر السعودية! إن دعوة هؤلاء إلى أسرنا وإشراكهم في مأكلنا ومشربنا تقوي وشائج الصداقة والمودة بيننا نحن المسلمين.
أدعو الجمعيات الخيرية إلى أن تقوم بدورها في التنسيق مع الأسر التي ترغب في استضافة هؤلاء المسلمين لقضاء يوم العيد أو بعض منه، ومن ثم توزيع الوافدين على كل أسرة حسب استعدادها، لتناول وجبة العيد في مع أفراد الأسرة السعودية. إن هذا التصرف سيقوي علاقاتنا بالمسلمين في معظم البلاد الإسلامية، وسيعطيهم انطباعاً جميلاً عن تواضع إخوانهم المسلمين السعوديين وتواصلهم معهم! ومن المؤكد أن يزداد فخرهم واعتزازهم بدينهم نتيجة هذا السلوك الاسلامي الجميل.
أنتهز الفرصة لأقدم التهاني المخلصة لكم ولجميع المسلمين.. وكل عام وأنتم بخير.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي