قصة عادية جدا
أكثر من نصف مليون حاج سوف ينقلهم القطار من منى إلى عرفات. هذا الأمر كان منذ سنوات مجرد حلم، ثم تحول الحلم إلى وعد، وها هو يغدو حقيقة.
مشاريع كثيرة تشهدها مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة وما بينهما. طرق الحج التي تتطور، القطارات التي يفترض أن تكون خيارا إضافيا للحاج والمعتمر للتنقل بين جدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة. مثلما هي حاليا خيار للتنقل بين المشاعر المقدسة.
أمس كنت وسواي نستعرض صورا قديمة من الحج، كانت الصور تستعرض مسيرة التطوير التي شهدتها الأراضي المقدسة.
عندما توقف كثير من المشاريع في السعودية، نتيجة للأعباء التي ترتبت على العمليات العسكرية التي تطلبتها عملية تحرير الكويت، وتراجع أسعار النفط. كانت المشاريع الوحيدة التي ظلت بعيدة عن الترشيد والتقتير هي مشاريع الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة.
كل عام تتزايد أعداد المعتمرين والحجاج. ورغم التوسعات المتتالية إلا أن شغف المسلمين بالحرمين الشريفين وارتباطهم الروحي والديني بهما يجعلهما دوما مهوى قلوب المزيد من الزوار.
اعتيادنا على هذه الأشياء، يجعل نظرتنا للتوسعات والمنجزات المتتالية يغلب عليها الحياد، باعتبارها أمرا بدهيا. لكن الأمر في الحقيقة ليس مجرد قصة عادية. هناك دأب دائم، وعمل مستمر.
خلال عامين فقط ستكون توسعة الحرمين الشريفين الأحدث قد انتهت، والقطار بين جدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة قد بدأ في نقل الحجاج والمعتمرين. بارك الله في هذا المجهود، وحقق الآمال.