رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


الجمعيات الخيرية.. وغياب البرامج الموسمية

"الصيف أرحم بالفقير من الشتاء" أهدي شطر هذا البيت للزميل تركي الدخيل تعليقاً على مقاله الجميل يوم الخميس الماضي في جريدة "الرياض" والذي تطرق فيه إلى فوضى تخلص بعض الأغنياء والطبقة الوسطى من ملابسهم القديمة ورميها مع أن هناك مَن يحتاج إليها لمواجهة زمهرير الشتاء القادم بقوة وآلاف النازحين من إخواننا السوريين في العراء على الحدود مع الأردن وتركيا ولبنان، كما أن فقراء الداخل في حاجة إلى تلك الملابس.. وعدم الاستعداد للاستفادة من الملابس والبطانيات قبل دخول فصل الشتاء يقودنا إلى الحديث عن أعمال الجمعيات الخيرية، حيث إن معظمها لا يؤمن بالخطط والاستعداد المبكر، وحينما يبدأ الشتاء تبدأ في التحرُّك فينتهي نصفه أو كله قبل أن تصل التبرعات، ولذا فإن مبادرات توفير البطانيات والملابس الشتوية تأتي دائماً فردية وهذا يظهر تقصير الجمعيات الخيرية في وضع البرامج مسبقاً لأي موسم، فالأعياد تحتاج إلى كسوة العيد للفقير وبالذات الأطفال والحقيبة المدرسية مهمة عند بدء المدارس، حيث يتباهى أبناء الأغنياء وميسوري الحال بحقائبهم وأدواتهم المدرسية، بينما ينظر ابن الفقير بحسرة لكل ذلك.
ولعل الاستعداد المبكر ووضع البرامج ونشرها تشجع المتبرع على أن يطرق أبواب الجمعيات الخيرية ويضع ثقته بها وبالذات إذا علم كيف تعتني بالتبرعات سواء كانت نقدية أو عينية، حيث تعيد تأهيلها وتوزيعها على المحتاجين دون تأخير وإبطاء يفقد هذه اللفتة الخيرية قيمتها.. ولقد نجحت بعض الجمعيات وأذكر منها الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام في منطقة الرياض "إنسان" في أن ترسخ العمل الخيري الديناميكي والمبتكر، حيث تأتي بأفكار وطرق جديدة بعيداً عن التقليدية التي أفقدت العمل الخيري في بلادنا التوهج والنمو خلال السنوات الماضية بشكل ملحوظ!
وأخيراً: أين الجمعيات الخيرية مع إطلالة موسم الشتاء القارس، حيث لم نسمع لها صوتاً مع أن الإعلام بجميع وسائله على ما أعلم يقدم لها مساحات مجانية لكي تشرح برامجها وتظهر معاناة من تقوم على مساعدتهم فهل تجد دعوات الكتاب تجاوباً من هذه الجمعيات التي تغلق صناديقها على ملايين الريالات؟!

يا أمة ضحكت من بذخها الأمم!
لم أجد تعليقاً أفضل من عنوان هذا المقال على ما نُشر حول عزم شاب خليجي على الزواج من مطربة غربية وقدرت تكاليف زواج الشهرة والمال بنحو 20 مليون دولار.. كما أن المدعوين وعددهم 500 شخص سيحصل كل منهم على ساعة قيمتها عشرة آلاف دولار!
ولو أخذنا الـ 20 مليون دولار وقسّمناها على عدد من الفقراء أو النازحين السوريين الذين تهب عليهم رياح الشتاء وهم في العراء لوجدنا أثرها عظيماً وبركتها أعظم وأكبر.. ولو خصّصت لتوفير الأدوية للجرحى والمصابين لأنقذت الآلاف من الأرواح البريئة التي تموت وهي تردد (ما لنا غيرك يا الله).
"يا أمة ضحكت من بذخها الأمم"، فعلاً ماذا سيقول عنا الآخرون في العالمين الإسلامي والغربي أيضاً والذين نطلب منهم المساعدة والتبرع إذا كانت حفلة زواج يمكن أن تتم بتكاليف متواضعة سيصرف عليها بذخاً وإسرافاً هذا الرقم الفلكي في زمن تئن فيه الأمة من جراح عديدة قاسمها المشترك الحاجة إلى المال لتضميد تلك الجراح وتوفير الغذاء والدواء للأطفال والنساء التائهين في وسط الصحراء؟!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي