الطوافة بين مشقة الماضي وتقنية الحاضر لخدمة ضيوف الرحمن

الطوافة بين مشقة الماضي وتقنية الحاضر لخدمة ضيوف الرحمن
الطوافة بين مشقة الماضي وتقنية الحاضر لخدمة ضيوف الرحمن

قارن المطوف محمد حسين محمد كتبي، رئيس مكتب الخدمة الميدانية رقم 10، التابع لمؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا، بين الطوافة قديما وما كان يكتنفها من المتاعب الكثيرة والمشقة والتي تقابلها الراحة والفخر بخدمة حجاج بيت الله الحرام. والطوافة في الوقت الحاضر دخلت عليها الكثير من التقنيات والتطورات في الإمكانيات والتي بلا شك سهلت واختصرت الكثير من الأعمال في بوتقة واحدة لتتمازج مخرجاتها في شكل خدمات راقية تقدمها مكاتب الخدمة في مؤسسة جنوب آسيا.

وفي لمحة تاريخية يغوص المطوف كتبي في دهاليز التاريخ ليشرح كيفية كانت مهنة الطوافة في الماضي يقول: "في منتصف الستينيات كان كثير من شباب البلد الحرام يمارسون هذه المهنة رغم حداثة سنهم، من بينهم العم حسين خياط، الذي كان يحمله الحجيج على أكتافهم لصغر حجمه ثم يقوم بتلقينهم الأدعية والأذكار، وهو لم يتجاوز التاسعة من عمره".

#2#

ويعلق كتبي على أهم ما يميز هذه المهنة في قوله: "تعلمت خلالها مفردات أجنبية كثيرة بحسب جنسية المجموعة التي كنت أقوم بإرشادها". وأشار كتبي إلى أن المطاف أو "الصحن" كما يسميه أهل مكة، كان يعد في الأزمنة الماضية حد المسجد الحرام تحيطه المنازل، حيث جُعل بين كل منزلين طريق ضيق يؤدي إلى المسجد مباشرة قبل أن تجري عمليات التوسعة فيه منذ أيام الخليفة عمر بن الخطاب ــــ رضي الله عنه ـــ حتى يومنا هذا، واتخذت المصابيح في أسطح تلك المنازل موضعا لها إلى أن استبدلت بها الأعمدة في عهد عبد الملك بن مروان، وكان المطاف في القديم مجلسا عاما يفترشه الناس للجلوس مؤلفا من التراب والرمل إلا أنه وبسبب حرارة الشمس الشديدة فقد تمت عمارته وفرشه منذ عهد الفاروق الذي يعد أول من فرشه بالحصباء من وادي العقيق، وأما أول من عمل على فرشه بالبلاط فهو عبد الله بن الزبير عام 64هـ.

ورحب رئيس مكتب 10 بقدوم الأمير أحمد بن عبد العزيز، وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، وتفقده الاستعدادات في المشاعر المقدسة، والتي تعد أكبر دليل على اهتمام القيادة بكل صغيرة وكبيرة فيما يتعلق بالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن لكي يتمكنوا من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة.

الأكثر قراءة