رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


لكيلا نبقى أسرى الخادمات والسائقين

أكد لـ ''الاقتصادية'' القنصل العام لسفارة إندونيسيا في السعودية أسف البعثة الإندونيسية في المملكة لحادث مقتل الطفلة تالا، معربا في الوقت ذاته عن عميق حزنه لحادثة القتل التي تمت على يد أحد مواطنيه. ووكلت القنصلية الإندونيسية في جدة محاميا للعاملة المنزلية كارني على خلفية حادثة القتل رغم أن الخادمة ذكرت في وقت سابق أنها كانت في وعيها لحظة وقوع الجريمة وأنها ليست خائفة وليست آسفة على كل ما جرى.
وتهكم البعض على تصريح القنصلية الإندونيسية ونظر إليه على أنه استهجان واستفزاز لمشاعر السعوديين، وكأن الذي تم قتله حيوان منزلي أرّق مضجع الخادمة وليس بشرا حرم الله قتله. ونحن نقول إن القنصلية الإندونيسية ليس لها إلا ما فعلت، فهي لم تجبرنا على استقدام عمالتها، وإن فعلت فلم ترغمنا على تسليمهم أثمن ما نملك. نحن الذين ذهبنا إليهم ونحن الذين استأمناهم على الأطفال والمراهقين والكبار والصغار وكل من في البيت من أنفس وبشر. كما أن مهمة الخادمة تتمثل في تنظيف وترتيب وتعهد محتويات المنزل، أما تربية ورعاية الأطفال فمهمة الأم التي لا يشاطرها فيها أحد. ولا تقل إن من تترك فلذات كبدها مع الخادمات طوال اليوم بحجة الوظيفة أنها معذورة، فهذا هراء، فمن هو الأهم يا ترى وظيفة ترمي للمرأة بالفتات أم ما وهبها الله من الأولاد والبنات؟
حتى نعطي الموضوع حقه وندرك جرائمنا نحن ضد أطفالنا سنذكر هنا أبشع حالات القتل التي راح ضحيتها أطفال على أيدي خادمات في منازل الأسر السعودية. فقد تضمن خبر اعتذار البعثة الإندونيسية عن مقتل الطفلة تالا المنشور في ''الاقتصادية'' يوم الإثنين الماضي عرض بعض الجرائم البشعة التي أقدمت عليها العاملات المنزليات من جنسيات عدة، وسأستعرض هنا أبرزها لعلنا نعود إلى صوابنا ونتقي الله في فلذات أكبادنا ونعلم أن أبناءنا أمانة في أعناقنا، ومن الجهل أن يتولى رعايتهم غيرنا. من أبرز جرائم القتل المسجلة خلال الأعوام الثلاثة الماضية ما يلي:
- قيام خادمة إثيوبية بقتل طفلة مكفولها عمرها ثلاثة أعوام في مدينة حفر الباطن.
- أقدمت خادمة آسيوية في عرعر على قتل طفل عمره أربعة أعوام نحرا بالسكين. تخيل المنظر أمام عينيك! كيف تطرح الخادمة الطفل أرضا وترفع رأسه حتى تتمكن من رقبته ثم تفصل رأسه عن جسده.
- قامت خادمة فلبينية بسكب ''الكيروسين'' على بطن أحد أطفال الأسرة، والذي لم يتجاوز عمره سنتين ثم أشعلت النار فيه.
- قيام إحدى الخادمات الفلبينيات بوضع طفل في ''فريزر'' الثلاجة أثناء الليل لكثرة بكائه. واعتادت أن تضع الطفل في الثلاجة لتأديبه ثم تخرجه بعد أن يدرك خطأه إلا أنها في هذه المرة نسيت الطفل حتى فارق الحياة.
- قامت خادمة إندونيسية بغرس أكثر من دبوس في رأس طفل، ما أدى إلى وفاته، ولا أظن بشرا سويا يستطيع أن يضع دبوسا في رأس فأر فكيف يضعه في رأس طفل!
- وآخر هذه الجرائم حادثة مقتل الطفلة تالا نحرا، ولم يحدث هذا بمحض الصدفة، بل أظن الخادمة اعتادت تعذيبها دون معرفة أبويها.
هذه فقط جرائم القتل، أما الجرائم الأخرى فحدث ولا حرج، فمنهن من أقدمن على تشويه وجوه وأجساد الأطفال، وبعضهن استخدمن الأطفال في ممارسة الجنس والرذيلة. تخيل معي امرأة (خادمة) تمارس الجنس مع طفل صغير لم يدخل المدرسة بعد. ولا تقل لي إن هذا لا يحدث، بل هو موجود في منازلنا وكل من لديه خادمة عليه أن يتأكد بنفسه وسيجد ما يدمي قلبه وينكأ جرحه. كما تقوم بعض العاملات المنزليات ببتر بعض أعضاء الأطفال وتدعي أمام مخدومها أن هذا حدث بسبب حماقات ارتكبها الأطفال نتيجة حركاتهم المفرطة ناهيك عن دس السم في الطعام للأطفال ولأهل المنزل وغيرها كثير ظهر القليل منها وأغلبيتها ما زالت في طي الكتمان.
ألا تكفي هذه الجرائم لتوقظنا من سباتنا ونعود إلى أنفسنا ونشرف مباشرة على تربية ورعاية أبنائنا كما تفعل جميع شعوب الأرض حتى الدول العظمى لا يعتمد شعوبها في تربية أبنائها على الخدم والسائقين والمغتربين كما نفعل نحن، بل لا يفكرون أصلا في جلب مثل هذا الترف، لذا نراهم يتولون مهمة تربية ورعاية أبنائهم بأنفسهم.
يقترح البعض أن إنشاء حاضنات في الأحياء كفيل بحل مشاكل الخادمات. وأنا أقول إن هذا لن يقدم أو يؤخر في الموضوع شيئا يذكر، لأننا تعودنا على الخدم وأصبحنا لا نستطيع أن نقوم بأبسط أعمالنا من دونهم، فالمسألة ليست محصورة في حضانة الأطفال. فالسعوديون لا يحتاجون إلى الخادمات للحضانة فحسب، بل في أعمال المنزل ورعاية جميع أفراد الأسرة، بل وصل الأمر إلى إعداد الطعام ورعاية المريض ومرافقة الصغير والكبير وإيقاظ الفتيان والفتيات من النوم وأشياء أخرى أستحي من ذكرها رغم تأكدي من وجودها.
يجب أن تكون هناك انتفاضة كبيرة وعودة سريعة إلى حياة الأسرة التي تؤدي جميع أعمالها بنفسها، ولا يمكن أن نصل إلى هذا إلا بتعاون جميع أفرادها. يجب أن نتعاون في إنجاز أعمالنا الأسرية ونقسم المهمة فيما بيننا ولا نحتاج إلى أن نبتكر العجلة، فلنفعل كما كان يفعل أباؤنا وأمهاتنا منذ عهد قريب. تتولى الأم والبنات أعمال المنزل وتوكل مهمة التسوق وتوصيل أفراد الأسرة إلى المدارس والجامعات وزيارة الأقارب إلى الأب والأبناء. وعلى كل طرف ألا يطمح إلى الكمال، وأن يغض الطرف عن بعض الخلل، وألا يطالب الطرف الآخر بكل شيء من أجل أن نحرر مجتمعنا من التبعية للغير وننجز أعمالنا وواجباتنا الأسرية كل فيما يخصه، فلو تحقق 50 في المائة فهذا إنجاز، وهو أفضل بكثير من أن نبقى أسرى للخادمات والسائقين ومعتمدين على الغير... فهيا بنا نعلن الحرب على الخادمات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي