رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


في بيتنا خادمة

بعد سلسلة حوادث النحر المرعبة التي طالت أطفالنا بدءاً من طفل عرعر أسامة إلى الرضيع مشاري إلى الطفلة البريئة تالا والتي نتمنى أن تكون آخر حادثة مفجعة في مسلسل الرعب المخيف هذا، أقول بعد ذلك كله أظنه آن الأوان أن نفكر بجدية في الحلول الجذرية التي ستسهم ـــ بإذن الله ــــ في الحفاظ على أرواح أطفالنا الصغار قبل أن نفقد مزيداً من الأبرياء منهم.
الأم السعودية العاملة تضطر رغما عنها إلى وضع طفلها الذي يكون دون سن رياض الأطفال عند الخادمة المنزلية لأنها لا تملك بديلاً آخر، فالجدة المُسِنة لا قدرة لها على الإشراف على أحفادها الصغار وأغلب أماكن العمل لا تتوافر فيها حضانة، كما أن الحضانات الأهلية قد لا تتوافر في الحي نفسه ما يجعل من المستحيل التوفيق بين مشاوير العائلة الصباحية ومشوار الذهاب بالطفل لهذه الحضانة البعيدة..!
إذن في ظل هذه الظروف الإجبارية ستجد الأم نفسها مرغمة على ترك طفلها عند الخادمة صباحاً، لكن هل كل خادمة تستحق ثقة الأم التي وضعت أغلى كنوزها وديعة بين يديها؟
بالطبع لا، ويكفيك جواب موجع على ذلك أن تدخل على "يوتيوب" وترى العجب العجاب من التصرفات اللاإنسانية لبعض الخادمات فأولى "تصفق" الطفل وكأنها تهيئ نفسها لمسابقة ملاكمة، وثانية "تجلده" وكأن بينها وبين أهله ثأراً لا يغسل إلا بتعذيب هذا البريء، وثالثة تعاني سادية مخيفة، وكأنها نشأت بين جدران "سجن بو غريب" فتراها تتلذذ بتعذيب الطفل وسماع صرخاته المتوجعة، ورابعة تسهم في زرع بذور الانحراف في شخصية الطفل حين تجعل منه أداة لتفريغ حاجتها الجنسية، وخامسة تضع قذارتها له في الرضاعة وسادسة وسابعة...!
الخادمة لم يتم إعدادها لتكون مربية وجليسة أطفال ومن أكبر الجرائم التي نرتكبها في حق أطفالنا حين نثق بمن لا تستحق ثقتنا بها ففي تلك اللحظة التي تصحح الأم فيها دفتر طالبة أو تتناول فنجان قهوة أو تكتب خطاباً لمديرتها أو تكشف على مريض، ربما في أثناء هذه اللحظة تكون صرخات طفلها تتعالى وهو يشعر بحد السكين يقطع شرايينه أو ربما يرتجف جسده رعباً والخادمة "تصطره" يمينا وشمالاً، ما يحدث هو جريمة بحق الطفولة ويجب ألا تمر هذه الحوادث مرور الكرام فهي قد أصبحت ظاهرة وهناك مئات غيرها تمارس يومياً بحقهم لكنها لم تُكتشف بعد، مع الأسف..!
في المقابل لنكن منصفين فأين هي الخادمة التي تتحمّل تربية طفل طوال النهار وخدمة منزل وطبخ طعام ونوماً متأخراً دون أن تترسخ الكراهية داخلها لأسرة بأكملها؟
الموضوع برمته يحتاج إلى غربلة كبرى ومؤسسات أسرية وإرشادية لبحثه وإيجاد الحلول له، فليس إيجاد الحضانات في أماكن عمل الأم هو الحل الجذري لحماية أطفالنا من أذى الخادمات، وإنما النظرة الشمولية لدور الخادمة في المنزل ونوعية البيئة التي جاءت منها الخادمة ومدى خلوها من الأمراض النفسية والعقلية ومدى الحاجة أصلا إلى وجودها في المنزل، ومدى احتكاكها المباشر بالأطفال وتأثيرها فيهم. المسألة أكبر بكثير مما نتخيل فليتنا نضع الضوابط قبل أن تتحول الخادمة لـ "دراكولا" يعيش بيننا!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي