ردود أفعال
يقضي المسؤول في هذه الجهة أو تلك جُلّ وقته في ممارسة مهام عمله من خلال سياسة ردود الأفعال، على مشكلات اليوم والليلة، التي تظهر على السطح، ليس لأنها غائبة، بل لأن معالجتها لا تغدو أولوية إلا بعد أن تصبح ضاغطة عبر وسائل الإعلام.
لو عملنا جردة حساب للأعمال الأصلية وردود الأفعال في غضون هذا الأسبوع فقط لاكتشفنا مفارقات وطرائف مختلفة.
وينبغي ألا يظن أحد أن الأمر يختص بجهة دون أخرى، فالمشكلات اليومية التي تغرق بعض الجهات في تفاصيلها، تجعل الاستراتيجيات تتعثر، وبالتالي لم يعد غريبا أن تجد أن إنجاز مدارس في موعد تم الإعلان عنه عند التوقيع على العقد قد تعثر، وإنجاز قطار من مدينة إلى أخرى يتأجل إلى موعد لاحق. بل إن هناك مشاريع وجه مجلس الوزراء بالتعجيل بها منذ أعوام، مثل التأمين الصحي للمواطنين، يتعثر بل تتبدل النظرة إليه، وكأننا سنعيد اختراع العربة والعجلة والتأمين الصحي نفسه.
هل قناعاتنا الشخصية تعطينا الحق في تغيير استراتيجيات أو تأخيرها؟ السؤال عالق، منذ قال شخص ـــــ وهذا مجرد مثال ـــــ إن القطارات ترف، ولا حاجة إليها، فانتثرت الشاحنات القاتلة في كل مكان، ثم اكتشفنا بعد سنوات طويلة أن القطارات ضرورة.