اتجاه سلبي لا نفهمه
أغلقت السوق السعودية يوم الأربعاء الماضي ومع بدء الخميس انطلقت الأسواق العالمية وحققت نتائج إيجابية وارتدادا كبيرا وبالإجماع بما فيها أسواق السلع. ويبدو أن السوق السعودية تخلفت عن الاحتفال مع الارتداد فهل ستعوضنا السوق ما فاتنا في نهاية الأسبوع أم لا تتفاعل وتفوت علينا الفرصة! لا شك أن العاصفة التي حدثت في نهاية الأسبوع الماضي كانت زوبعة في فنجان للعالم، ولكن كلفتنا الكثير ومعها يصعب ارتفاع السوق وتحسنها، خاصة أن النظرة من طرف أصحاب الرأي إيجابية (شركات التحليل المالي)، وترى في الأسعار الحالية دون المفترض. ولعل تقرير باركليز كابيتال حول مجموعة العشرين وتوقعها احتلال السعودية المركز الثاني من حيث معدل النمو الاقتصادي يدعم وجهة النظر الإيجابية تجاه السوق السعودية للأسهم ويدعم تحسن أسعارها.
لا نفهم لماذا تسلك سوقنا الاتجاه السلبي والتخوف الزائد عن الحد في حين نجد أسواقا أخرى لديها مشاكل حقيقية وقوية لا تتفاعل بنفس صورتنا. ولعل الأحداث التي مرت بها سوقنا في السنوات الماضية مع توسعها ودخول عدد كبير من الأفراد وانحسار دور المتداول المؤسسي واستمرار التعامل الفردي وسيطرته على السوق دعم التخوف والتفاعل السلبي. كما أن المتداولين الرئيسين أصحاب الوزن الثقيل (مع اختفاء وعدم توفر صانع السوق علاوة على أنهم يمثلون أكثر من نصف السوق) اختاروا التركيز على الاستثمار الطويل الأجل. وبالتالي أصبحت السوق مرتكزا على الأفراد في التداول مع جمود حصة كبيرة من السوق (أكثر من 50 في المائة) من خلال الأسهم المقيدة.
لا شك أن هناك حاجة لنوع من التبصر والتفاعل بعيدا عن التخوف الحالي ولأسباب قد لا يكون لها تأثير، فالمستثمر السعودي لا يستهان بمعرفته وقدرته على التأقلم، ولكن هناك أبعاد مهمة في السوق لا تمارس دورها لتعزيز الإيجابية في سوقنا ودفعه نحو التوازن بعيدا عن الإفراط والتفريط. لا شك أن التحليل والتوصيات متوافرة وبكثرة في سوقنا، ولكن التخوف والتشكيك في المصداقية في ظل وجود تعارض المصالح يحد من تأثيرها والأخذ بها. ولكن نحتاج لتثقيف متداولي السوق بالرغم من أن الاتجاهات الحالية ومعدل التذبذب لا تعد مخيفة كما كانت في الماضي، بل ونوعا ما مقبولة.