استمرار النزيف لأسباب خارجية
يبدو أن عدم الاستقرار وتداعيات الوضع في أوروبا بعد شرق آسيا ما زالت تؤثر بصورة مباشرة في الأسواق العالمية وتدفعها نحو مزيد من التراجع ولم ينجُ من ذلك حتى أسواق السلع والمواد الأولية بما فيها النفط. وبالطبع لن تسلم سوقنا وتفقد مساحة كبيرة كونتها في الأشهر الماضية لتصل إلى مستويات متدنية بفضل أنباء عالمية أكثر من كونها محلية، ولكن المعضلة الكبرى التي توجه المتداولين في سوقنا تتمحور حول الأسبوع المقبل الذي لا شك أنه حافل بالأحداث ونشر النتائج من قبل بعض قطاعات السوق التي ستستمر على مدى أول ثلاثة أسابيع من شهر تشرين الأول (أكتوبر). المشكلة أن الكل ينتظر أخبارا جيدة عن السوق المحلية لتتفاعل السوق معها وتتحسن مستويات الأسعار خاصة أن القمة في الأداء هي في الربع الثالث مقارنة بكافة أرباع العام.
وتبقى القضية في نظر المتعاملين في السوق والمعضلة المؤثرة هي: هل ستحدث معجزة وتتفق السوق العالمية مع المحلية ويستفيد المتداولون من الوضع أم أن السوق ستكرر ما حدث في الربع الأول وتعزل أداءها عن الأسواق العالمية؟
من المهم بأية حال أن يتحسن نمط ووتيرة أداء الشركات في الربع الثالث مقارنة بالربعين الأول والثاني من العام الجاري والربع الثالث من العام الماضي حتى تكون هناك قاعدة قوية لتحسن أداء السوق كشرط أساسي. وعند ذلك لو تحسنت الأسواق العالمية أو تراجعت سيكون هناك ضغط مستقبلي حول أداء الشركات خاصة قطاع البتروكيماويات يعتمد على استمرار سعر النفط المستقبلي في نيويورك فوق الـ 90 دولارا.
لا شك أن التخوف من اتجاهات المستقبل والطلب على منتجات الشركات يؤثر في الربحية التي عادة ترتبط بالوضع الاقتصادي في دول العالم المتقدم خاصة أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، ولكن سبق أن تفاعلت السوق ونمت بقوة بسبب نتائج مالية قوية ولا يوجد ما يمنع السوق من تكرار الحدث مرة أخرى. السوق يمكن أن تتحرك إلى أعلى إذا وجدت الفرصة الملائمة لها وهناك من يتوقعها في الربع الحالي وأميل إلى رأيه والله أعلم.