رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


معضلة الأنا والآخر

بعض الطروحات تبدو أزمتها في أنها تنحصر بين تطرف وتطرف مضاد، ولا توجد منطقة وسطى يمكن من خلالها الأخذ من هذا الرأي وذاك.
هذه الإشكالية، يخفق في معالجتها الطرفان، لأن كل منهما يرى أنه ليس متطرفا، بل يعبر عن رأيه. لكنه في الحقيقة يعبرعن هذا الرأي ليجبر الآخر على الأخذ به.
هذه المراوحة بين طرفين أو حتى أطراف عدة، كل واحد يسعى لجذب أكثرية باتجاهه. تأتي نتيجتها في شكل إصفائية يزعمها كل لنفسه. وهذا فيه نوع من التزكية التي لا يقرها الدين ولا يستسيغها السلوك الدنيوي.
لكن الحياة تكشف لنا يوميا، أن من يزعم التواضع، ليس بالضرورة أن يكون متواضعا. ومن يعلن السلام، ليس شرطا أن يكون من أهل السلام. وأن من يتحدث عن فضيلة الكلام ليس شرطا أن يمارس هذه الفضيلة في خطابه وفي حواره وفي مناقشته مع الآخر.
نتيجة كل هذا التدليس السائد، يتضح أن القول والفعل يتناقضان، في البيت والشارع والمسجد والمدرسة والسوق.. إلخ.
والآخر له مستويات: جارك قد يصبح "الآخر" في مرحلة، والسائق الذي يزاحمك في الشارع قد يصبح "الآخر" في لحظة..إلخ.
المعلم والطبيب والشيخ والكاتب وحتى الإنسان البسيط، قد يسقط من عليائه، بمجرد أن تتناقض رؤاه ومواقفه من الآخر. أنت عندما تحاور متطرفا ثابتا على تطرفه، ولا يحاول أن يتملص من رؤاه، يمكنك أن تقرأه وتتعامل معه وفق منطقه المتطرف. لكن كتلة التناقضات التي يكتنزها إنسان، تتحول إلى معضلة غير قابلة للحل. كلنا هذه المعضلة غالبا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي