الهوية الوطنية
إشكالية الهوية في العالم العربي أنها أصبحت مسببا للقتل والشقاق، هذه الحال منتشرة في إفريقيا وآسيا أيضا. من هنا يمكن النظر إلى المسألة البورمية ممثلة في محنة الروهينجا المسلمين على سبيل المثال. لكننا لا ينبغي أن نتناسى أنها أيضا جزء من المشكل الليبي في التعامل مع قضية الطوارق، وفي التعامل مع سلسلة من الإشكالات القبلية الأخرى.
الحقيقة أنني لا أجد حرجا في القول إن قضية الهوية هي إشكالية ليس بمنأى عنها أي مكان في عالمنا العربي. هذه مسألة ذكرتها أكثر من مرة. وكنت في وقت سابق قد عرضت لكتاب أمين معلوف حول الهويات القاتلة عبر هذه الزاوية في مقالتين متتاليتين أولاهما كانت في 5/5/2010. وقد وجدتني أعود إليهما عقب حوار مع صديق بالأمس.
كنا نقول إن رهان أي مجتمع ينبني أساسا على وجود هوية واضحة يمكن الالتفاف حولها. وينبغي أن يكون جذر هذه الهوية قويا حتى يتسامى على الهويات الصغيرة وتعقيداتها، بحيث يكون الالتفاف بالأساس على الوطن كاملا. هذا بالتأكيد لا يعني إلغاء لشخصية المكان. المسألة فيها تعقيد لكنها تستحق عناء المحاولة والاجتهاد في الوصول إلى صيغة تحققها. أنصحكم بقراءة كتاب أمين معلوف عن الهويات القاتلة، إذ هو يقدم بطريقة لا لبس فيها شرحا وافيا للإشكالية، ويحكي كيف ومتى استطاعت أجزاء من أوروبا التخلص نوعا ما من تحدي الهوية.
مشكلة ليبيا في موضوع الهوية تستحق الدرس والتأمل، باعتبارها نموذجا لا يزال قلقا، بسبب عدم نضج المجتمع واندماجه بشكل كامل. لا ننسى العراق. أظن أننا لو استرسلنا في تأمل ما حولنا سنكتشف الكثير من الأمثلة.