رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


اليوم الوطني.. الأعمال أهم من الأقوال

اليوم تحل ذكرى اليوم الوطني لبلادنا.. وفي هذا اليوم نتذكر الأبطال من الآباء والأجداد، بقيادة المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن ـــ يرحمهم الله جميعاً ـــ وقد امتطوا صهوات جيادهم يجوبون الصحاري في ظروف مناخية قاسية وأحوال معيشية أشد قسوة، حتى تم لهم بفضل من الله توحيد هذا الكيان الكبير ليحل الأمن بعد الخوف والتسامح بعد الشحناء.
أقول في هذا اليوم من كل عام: نتذكر هذه الملحمة التاريخية بكل فخر.. لكن يجب ألا يقف الأمر عند كتابة المقالات والقصائد والأناشيد.. وإنما يجب أن يسأل كل منا نحن أبناء الجيل الحالي نفسه: ماذا فعل لهذا الوطن؟! ولاحظوا أنني استعملت كلمة (فعل)، فالمهم اليوم هو الأعمال أكثر من الأقوال.. تصوروا لو أن كل مسؤول حكومي ورجل أعمال.. وضع له سجلاً يسطر فيه في ذكرى اليوم الوطني الأعمال التي قدمها للوطن خلال العام الماضي واعترافات بالتقصير في بعض الجوانب.. وخطة الأعمال التي يفكر في القيام بها خلال العام التالي.. ثم جلس على كرسيه واستعرض كشف الحساب.. ولن أكون متشائماً كما هي حال البعض من الزملاء، فأركز فقط على التقصير، ولن أكون أيضاً متفائلاً أكثر من اللازم، فأبعد تهمة التقصير عمَّن يستحقها.
ولقد تصوّرت نموذجاً لصفحة ''متخيلة'' من سجل مسؤول، وأخرى من سجل رجل أعمال.. حيث كتب المسؤول: (الحمد لله فتحت مكتبي هذا اليوم بعد إغلاق طويل واستقبلت المواطنين وشعرت براحة كبيرة، حيث السماع من المراجع مباشرة أفضل من قراءة تقرير من موظف يدافع عن نفسه وعن زملائه.. ثم يتابع لكن الشيء الذي لم أفعله بعد وأشعر أني مقصر فيه هو النزول للميدان بزيارة مفاجئة وربما سرية لتفقد مشاريع وزارتي والخدمات التي تقدمها والاستماع مباشرة من المواطنين المتواجدين في الموقع.. تماماً كما كان يفعل الدكتور غازي القصيبي ـــ يرحمه الله ـــ يوم كان وزيراً للصحة، حيث يندس بين المراجعين في المستشفيات ''رغم طول قامته.. الذي كاد يفضح أمره'' ويسأل ويناقش ويسجل الملاحظات''.. انتهى سجل المسؤول الحكومي.. أما رجل الأعمال فقد كتب ما يلي: ''استفدت كثيراً من خيرات هذا الوطن الذي ينعم باستقرار، ما جعل أعمالي تنمو وتزداد مع وجود القروض الميسرة وغيرها من التسهيلات.. ومقابل ذلك أريد أن أقدم شيئاً ملموساً.. أريد أن أتبرع ببناء مستشفى كما فعل ويفعل الدكتور ناصر الرشيد.. أو مدرسة كما فعل الأديب عبد الكريم الجهيمان ـــ يرحمه الله ـــ رغم قلة إمكاناته المادية.. لكنني لا أعلم كيف أفعل هذه الفكرة في ظل عدم التشجيع عليها من الجهات ذات العلاقة.. فوزارة الصحة لم تجمعنا يوماً وتحثنا على المساهمة في دعم المستشفيات والمراكز الصحية بما تحتاج إليه من مبان وأجهزة طبية، ووزارة التربية والتعليم لم تفعل أيضاً بالنسبة للمدارس في المناطق النائية.. وظلت مساهمتنا نحن رجال الأعمال في المسؤولية الاجتماعية محدودة جداً، وهذا اعتراف مني ونيابة عن زملائي''. وأخيرا: نريد من الجميع أعمالاً تبقى.. لكي نراها تزداد وتتحدث عن حبنا لهذا الوطن في كل ذكرى لليوم الوطني الذي نحتفل به اليوم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي