الوطن السعودي الكبير.. في يومه الوطني المجيد

يعتبر اليوم الوطني من الأيام الخالدة في تاريخنا المجيد، لأنه اليوم الذي حقق فيه المواطن السعودي أمنيته في العيش في كنف وطن يرفع راية لا إله إلاّ الله محمدا رسول الله وفي ظل حكومة عاهدت الله ـــ سبحانه وتعالى ـــ على تطبيق الشريعة الإسلامية الغراء.
ولذلك نحن نعتبر أن الأمر الملكي الكريم الذي أصدره الملك عبد العزيز ــــ يرحمه الله ــــ في عام 1932 والذى غير بموجبه اسم مملكته السعودية الفتية من المملكة الحجازية النجدية وملحقاتها.. إلى اسم المملكة العربية السعودية من أهم الأوامر الملكية التي أصدرها ــــ رحمه الله ــــ في تاريخ المملكة، لأنه كان تعبيراً صادقاً وأميناً عن مشاعر كل مواطني هذا الوطن الأثير.
كان الملك المؤسس يهدف من وراء هذا الأمر الملكي الكريم أن يكون هذا اليوم الوطني في هذا البلد الأمين هو يوم لكشف الحساب والمراجعة، أي في هذا اليوم من كل عام يجب أن نتوقف ونستعرض الإنجازات ونقارن بين إنجازات عام مضى وانقضى، مع إنجازات عام تال وقادم، بمعنى إن اليوم الوطني ليس يوماً للتعبير عن الفرحة الرومانسية العابرة، وإنما هو يوم للمراجعة واستعراض شامل لبرامج التنمية، ومن حق المواطن أن ينظر إلى الوراء من أجل أن يتقدم خطوات أكبر إلى الأمام، ويسأل: ما حجم إنجازات العام القادم؟ وما هي البرامج المعدة لعام قادم يليه؟
إذا كنا نريد أن نستعرض ما أنجزناه في العام الماضي والعام الذي سبقه، فإننا نستطيع القول بأنهما من أعظم الأعوام التي مرت على تاريخ المملكة الحديثة، ويجدر بنا أن ننوه بأنه في العامين الغابرين 2010 و2011 شهدت المملكة عدداً من المشاريع الاستراتيجية التي ستضع المملكة في مصاف أكثر الدول تحقيقاً للتنمية والبناء.
وإذا كان حجم الإنجازات في العام القادم والذي يليه بحجم إنجازات عامي 2010 و2011 نفسه فإن المملكة ستنتقل بالفعل إلى مصاف الدول الناشئة، أي إنها ستقف جنباً إلى جنب مع البرازيل والهند وكوريا الجنوبية وسنغافورة وماليزيا وتركيا.
وربما يكون من المناسب أن نستعرض بإيجاز ــــ لضيق المكان ــــ التقدم الهائل الذي تحقق في المجال التقني وهو الجانب الأساس في عمليات التطور والتقدم الذي حققته المملكة.
إن المملكة العربية السعودية تتجه اليوم لخيار اقتصاد المعرفة، لأنه الحل الحتمي للخروج من تعليم الصيغ المعلبة إلى مجالات التعليم الرقمي الواسع الأرجاء، وتدفع حكومة خادم الحرمين الشريفين المجتمع السعودي إلى هذا الاتجاه، ويقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز شخصيا خلف هذا المشروع الذي أسس من أجله مدينة الملك عبد الله بن عبد العزيز الاقتصادية في ثول؛ ثم أسس جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية لتكون أكبر جامعة في هذا المجال في منطقة الشرق الأوسط.
إن مدينة الملك عبد الله الاقتصادية هي القاعدة التي سينطلق منها اقتصاد المعرفة ليقود عمليات البناء في كل مجالات الحياة السعودية، كما أن جامعة الملك عبد الله ستكون منارة تشع على كل الجامعات السعودية وتأخذ بيدها لتعميم التطور الرقمي في جميع مجالات العلوم والتقنية، ووسط هذه الإنجازات على طريق اقتصاد المعرفة ترتفع أعمدة مكتبة جامعة الملك عبد الله بشراكة أعلى مؤسستين ثقافيتين في العالم وهما اليونسكو والكونجرس.
أمّا مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية فقد فاقت من ثباتها وبدأت تعلن عن مشاريعها التكنولوجية العملاقة؛ وما زلنا ننتظر نتائج مشروعها العملاق الذي وقعته مع ألمانيا لتصنيع طائرة هليوكوبتر للاستخدامات المدنية من خلال تقنيات النانو، وذهبت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية إلى أبعد من ذلك، حيث وقعت مجموعة من الاتفاقيات مع مؤسسات علمية وشركات ألمانية يتم بموجبها تحقيق التعاون التقني والتصنيع المشترك للمروحيات والسيارات والمركبات الدقيقة والحساسة التي تعمل عبر الحاسبات الآلية، ولا شك فإن مدينة الملك عبد العزيز مقبلة على تطور نوعى في مشاريعها المستقبلية.
ومن حسن الطالع أن التقدم في مجالات التعليم التقني والإلكتروني بين شرائح الشباب بدأ يتمحور في آفاق الجامعات السعودية، وعندما تصل مخرجات التعليم في الجامعات السعودية إلى مستوى ما يسمى بـ ''القوة الناعمة'' التي تقوم على بناء النظريات وتصميم النماذج والقوانين المؤدية إلى التغيير في الاتجاه الذي تسير عليه الدول الكبرى، طبعاً يحدث هذا فقط حينما تتحول القوة الناعمة من ثقافة مجتمع الاستهلاك إلى ثقافة مجتمع الإنتاج. إذن نحن نتطلع إلى أن نحتفل باليوم الوطني في كل عام قادم وقادم بدفعات من القوى الناعمة التي ستجعل من احتفالنا باليوم الوطني معنى كبيراً يترجم تطلعات المؤسس الملك عبد العزيز ـــ يرحمه الله ـــ إلى حقائق على الأرض.
وبصورة عامة نستطيع القول إن جيل الشباب اليوم يعبر عن نفسه بالصوت والصورة عبر استخدامات واسعة للإنترنت وتقدم ذكي في مجالات النانو المختلفة، وأصبح قادراً على امتلاك الوسائل السمعية والبصرية التي تجعله قادراً على استخدامات الإنترنت فائقة السرعة.
وإذا استعرضنا كل دول العالم المتقدم كاليابان وأمريكا وبريطانيا وألمانيا.. نجد أن القوة الناعمة هي التى صنعت التقدم، وهي التي حققت النقلة من العالم المتخلف إلى العالم المتقدم.
إذن المملكة العربية السعودية وهي تحتفل بيومها الوطني يجدر بها أن تفتخر بما أحرزته وأنجزته من تقدم مذهل في مجالات الاقتصاد الرقمي وفي كل مجالات التنمية المستدامة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي