أسبوع ما قبل النتائج
يبدو أن الفترة الحالية التي نمر بها حرجة وتتميز بكثرة الضغوط المحلية والعالمية والنظر بسلبية للأمور أكثر من الإيجابية حتى لا تصدم بواقع النتائج للربع الثالث. مشكلتنا، والأسواق بشكل عام، هي الحساسية الكبرى للأخبار السيئة وبصورة أكبر من الأخبار الإيجابية وهذا طبيعي، كون رأس المال جبانا وكون صناعة المال تنظر للأمور من خلال نظارة سميكة تحتاج إلى نور قوي من الشمس حتى تستجيب. في عطلة نهاية الأسبوع الماضي تفاوتت الأخبار، وبسبب إقفال السوق السعودية يومي الخميس والجمعة يحدث نوع من التجميع للأخبار والتأثير المنتقل من الأسواق العالمية علينا. ولعل الأسبوع الماضي شهد ولا يزال يشهد نوعا من الضغط السلبي بسبب مجموعة من الأخبار السلبية التي تخص عددا من الشركات، فتتفاعل معها سوقنا سلبا وتزداد قتامة الوضع علينا.
نعم نحن نحتاج في الفترة الحالية إلى أخبار إيجابية تساعد على امتصاص السلبيات التي نواجهها في سوقنا نتيجة لبعض المنغصات المحلية والضغوط العالمية. فبعد انفتاح أوروبا وأمريكا نصدم بواقع الأخبار المتوقعة بصورة قوية عن الاقتصاد الصيني، فالكل كان متوقعا وعارفا بالصعوبات التي واجهت العالم، وخاصة أسواق الصين ووجود واستمرارية الكساد، وبالتالي عند صدور نتائج سلبية نتفاعل سلبا وتنخفض قيم الأسواق العالمية. والغريب في الأمر أن الأسواق المتفاعلة سلبا هي المنافس الاقتصادي الاستراتيجي الأكبر للصين وتوافر بيانات عن ضعفها والمفروض أن تحفزها لا العكس. لذلك وحتى ترد إلينا معلومات إيجابية سيستمر الضغط السلبي، ولأي سبب مهما كان واهيا وتتأثر السوق.
الغريب في الأمر هو تفاوت التأثير في الأسواق العالمية حول قضية الإحصاءات الصينية السلبية، فأسواق آسيا وأوربا كانت موجبة، في حين جزء من أسواق أمريكا تأثر سلبا، وكذلك المواد الأولية ربما حسب التركيبة والاعتمادية وطبيعة العلاقة. وعادة ما ننظر بنفس الطريقة لسوقنا ومن زاوية التعرض للضغوط. المهم في الأمر أن سوقنا في حاجة إلى بدء ظهور النتائج حتى تستطيع أن تحسم السباق، ونرى أنها ستكون إيجابية لباقي العام، ومعها السوق ستنطلق لنقاط جديدة في رحلتها لتعطي نوعا من الراحة للمتعاملين في السوق.