هل هُجرت القراءة؟

هل هُجرت القراءة؟

يرى كثير من المثقفين أن القراءة هي سر تقدم الشعوب في جميع المجالات، وهي التي تشكل حضاراتهم في سابق العهود وحاضرها، ولها دور فاعل في نهضة المجتمع وتقدمه، فوائدها تنعكس على الفرد والمجتمع، ويظهر ذلك جليا في تفكيرهم الذي يترجمه السلوك.
كما يرى هؤلاء المثقفون أن الأمة التي لا تقرأ لن تتعلم، ولن يقوم لها حضارة ولا تاريخ تفتخر به بين الشعوب، ولن يكون لها أي حضور، وحتى إن حضرت، فهي عالة على غيرها تقتات من بقاياهم، وتعيش تحت ظلهم، لا رأي لها حتى وإن كان الأمر يتعلق بها، وإن وجد لها رأي فهو لا يشكل أي اهتمام، ما دام أنها لا تشكل تأثيرا في ثقافات الأمم وحضاراتها.
ويشير كثير من الدراسات والبحوث الحديثة على تدني مستوى القراءة في الوطن العربي، وهو مؤشر خطير لا يبشر بخير وغير مبرر، خصوصا أنها أمة أول أمر أنزل على نبيها هو (اقرأ).
ولفت الدكتور هاني فقيه الأستاذ المساعد في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، إلى أن القراءة هي أحد عوامل رقي الإنسان وتقدمه. وقال ''القراءة تمد الإنسان بمخزون هائل من تجارب الآخرين وأفكارهم ونظراتهم، وتبين كيف نجحوا ولماذا أخفقوا.. فالقراءة تعمق فهم الإنسان للأشياء وتوسع إدراكه لها من جوانب مختلفة''.
وعن عزوف الشباب العربي عن القراءة تساءل الفقيه قائلا ''لماذا يهتم الشاب العربي بالقراءة والثقافة إذا كانت لا تعود عليه بمردود مالي واجتماعي مجز؟ وبين الدكتور هاني أن ضعف التشجيع والتقدير هو من أهم أسباب عزوف الشاب العربي عن أي شيء كان، ليس القراءة وحدها.
واتهم الدكتور هاني فقيه مؤسسات الدولة وإعلامها بالقصور تجاه المثقفين والقراء بشكل عام، قائلا ''عندما تهتم مؤسسات الدولة وإعلامها بموضوع القراءة والثقافة وتبرز قيمة المثقفين ومكانتهم، وتقيم المهرجانات السنوية للاحتفاء بكبار المفكرين والأدباء، وتسمي أبرز الشوارع والمعالم بأسمائهم، كما يحصل مثلاً في فرنسا، يقيمون سنوياً مهرجانات واحتفالات كبيرة وضخمة للاحتفاء بعمالقتهم في الفكر كفولتير وروسو وأناتول فرانس.. عندما يشاهد الشاب العربي مثل هذا؛ تأكد أنه سيتأثر بهم وبشكل كبير''.
واعتبر الدكتور هاني أن المثقف والأديب في العالم العربي يعيش حالة مزرية من الفقر والإهمال من قبل مؤسسات الدولة، مضيفا أنه من النادر أن ترى أحدهم غنياً ووجيهاً لمجرد أنه مثقف أو أديب أو قارئ كبير.

الأكثر قراءة