بطريق «جوجل» يترصد للمتلاعبين بمطرقة تراقب نتائج محرك البحث العالمي
يحرص كثير من أصحاب المواقع الإلكترونية على أن يكون في قائمة نتائج البحث في محرك جوجل، وبخاصة المواقع التي تعتمد في عوائدها المادية على كثرة عدد الزوار، وتبذل أقصى جهدها بكل السبل الممكنة ليظهر رابط الموقع في النتائج بشكل متكرر وفي صدارة القائمة.
ولكن مطرقة بطريق ''جوجل'' اتخذت إجراءات أكثر صرامة لتتصدى بمطرقتها لأساليب المراوغة المتبعة من قبل أصحاب المواقع بطرق تؤثر في آليات عمل محرك البحث العالمي ''جوجل'' بما يجعل رابط الموقع أو فروع منه تبرز في بداية النتائج وضمن معظم صفحاتها؛ وهذا الإجراء يمنع مثل هذا الخداع في نتائج البحث ويفرض قيودا قاسية ضد مرتكبيها.
#2#
وأوضح سامي الحلوة، المتخصص في نظم وتصاميم المواقع الإلكترونية في شركة أكسا للاستضافة، أنه بحكم طبيعة عمله، تصلهم رسائل كثيرة تشتكي من تراجع تقييم مواقع العملاء على مواقع البحث عبر إنترنت، وأهمها بالطبع موقع البحث الشهير جوجل، وأن الأغلبية تشكو من تراجع عدد الزيارات القادمة من ''جوجل''، والقلة تتعجب من زيادة مفاجئة غير مبررة من القادمين منه.
ويؤكد الحلوة أن معظم أصحاب المواقع الإلكترونية يهتمون اهتماما بالغا بظهور روابط الموقع في قائمة نتائج محرك البحث، لأن هذا يرفع من عدد الزوار، وأنه قد يشد المتصفح لمحتويات الموقع ويجعله يتعامل معه، مما يعكس صورة إيجابية عن الموقع ويرفع من تقييمه محلياً وعالمياً.
وأضاف بقوله: ''في البداية، دعونا نتفق على أن شركة جوجل لا تفصح بشكل علني عن كيفية عمل خوارزميات البحث والأرشفة والتدقيق والترتيب في موقعها، وما كل نصائح تعظيم نتائج محركات البحث أوSearch Engine Optimization أو ما يطلق عليها اختصارا SEO، التي يترجمها البعض ''السيو''، إلا اجتهاد علمي من أشهر خبراء مراقبة أداء محرك البحث جوجل على إنترنت، وحصيلة نشرهم تحليلات مراقبتهم لنتائج البحث، والمقارنة بين أوائل هذه النتائج، للوقوف على الأسباب التي تجعل ''جوجل'' يقدم هذا الموقع في الترتيب ويؤخر الآخر''.
«جوجل» تنظم البحث
وبين الحلوة أن شركة جوجل نظمت طرق البحث، وتقوم في كل فترة بتحديث آلية عمل موقع البحث لديها، وتعيد ترتيبها لأهم مواقع إنترنت وأكثر ثقة واحتراما على مؤشرها الخاص.
بعض هذه التعديلات يجري الإعلان عنها بشكل رسمي، والبعض الآخر يكتشف وفق تغير ترتيب المواقع على مؤشر جوجل.
على أنه في 24 نيسان (أبريل) 2012 أصدرت ''جوجل'' تحديثاتها لخوارزميات البحث وعرض نتائج البحث في مواقع إنترنت، وهي الإصدارة التي اتفق على تسميتها بطريق ''جوجل'' أو Google Penguin.
يشار إلى أن الإصدارة السابقة لها حملت اسم باندا وصدرت في شباط (فبراير) 2011.
في كل إصدارة، تجتهد شركة جوجل كي تقدم نتائج بحث ذات أهمية من وجهة نظر الفرد العادي الباحث عن المعلومات.
أهم ما يميز إصدارة البطريق هو بحثها عن المواقع السخامية، أي تلك التي تتلاعب بشكل سيئ بمحددات ترتيب نتائج البحث في محرك ''جوجل''، خاصة تلك المواقع التي تنسخ من غيرها وتحشر قائمة طويلة جدا من الكلمات المفتاحية في صفحاتها، بشكل غير منطقي، هدفه الوحيد ترقي نتائج البحث وليس تقديم المعلومة والفائدة للزائر.
إصدارة البطريق هذه تركت أثرها السلبي في قرابة 3.1 في المائة من إجمالي المواقع الإنجليزية والألمانية والصينية والعربية - وفقا لموسوعة ويكيبيديا - وهي اللغات العالمية الشهيرة بكثرة مواقعها السخامية التي تنقل المحتوى من غيرها ولا تقدم المحتوى الجديد والمفيد.
ومن المتوقع لإصدارة البطريق أن تؤثر في ترتيب 10 في المائة من إجمالي مواقع إنترنت كلها، سلبا أو إيجابا، خلال ما تبقى من العام الجاري.
نصائح لتلافي المطرقة
ويجيب سامي الحلوة عن سؤال يطرح نفسه الآن بقوة: هل موقعك متوافق مع شروط بطريق ''جوجل''؟ فيقول: ''هذه النصائح التالية جمعناها من حصيلة اطلاعنا وخبرتنا العملية والمتابعة لعديد من التقارير المهتمة بمحاولة فهم آلية عمل محرك بحث جوجل، ونراها ستساعد كل صاحب ومدير موقع على عدم خفض نتيجة عرض موقعه في نتائج البحث عبر محرك جوجل، وهي نصائح نرجو أن تلتزم بها المواقع العربية كلها''. والنصائح كما يلي:
1 – لا تنسخ محتوى مواقع أخرى أو موقعك.
هذه النصيحة تكررت كثيرا وكل يوم تزداد أهميتها، فالمحتوى المنسوخ سيضر ولن ينفع أبدا. كذلك، لا تكرر محتويات موقعك في أكثر من صفحة من صفحاته حتى لا تسيء ''جوجل'' الظن بك وتعاقبك بسببها فتخفض ترتيب موقعك.
2 – لا تضع روابط لمواقع كثيرة في موقعك.
إذ ترى ''جوجل'' أن ذلك غير منطقي، فما الفائدة التي ستعود على المستخدم العادي من هذا التكرار المبالغ فيه، ولذا تحكم بأن مثل هذا الموقع سخامي ويجب معاقبته.
3 – لا تضع روابط لمواقع تقدم محتوى يتعدى على حقوق الملكية الفكرية، أو مواقع مخترقة، أو مواقع تشجع على الاختراقات والتعدي على حقوق الملكية الفكرية.
إذا كنت تشجع على تنزيل نسخ مقرصنة من ويندوز، أو أفلام سينمائية أو كتب إلكترونية، فأنت بذلك تعادي ''جوجل'' وعليك أن تتوقع عقابها!
4 – لا تضع روابط لا تعمل - أو تشير إلى مواقع توقفت عن العمل.هذه جزئية شاقة ومرهقة، على أن هناك مواقع وتطبيقات تتولى مراجعة كل رابط على موقعك للتأكد من أنه يعمل دون مشاكل. ربما كان عليك تكرار هذه الخطوة بشكل أسبوعي، إذا أردت إرهاق منافسيك!
5 – في المواقع الإنجليزية، تراقب ''جوجل'' مدى الدقة الإملائية، وإذا لاحظت أخطاء نحوية أو إملائية، قللت من تقييمها لهذا الموقع، ومن المتوقع أن تكرر ''جوجل'' ذلك مع بقية اللغات العالمية بشكل أو بآخر.
6 – لا تضع إعلانات كثيرة في صفحة واحدة، إذ ترى ''جوجل'' ذلك على أنه يضايق الزائر العادي ويزعجه، ولذا تقلل تقييم مثل هذه الصفحات والمواقع.
لم توضح ''جوجل'' تفسيرها الخاص لكلمة كثيرة في هذه النصيحة، ونحن ننصح عملائنا بعرض ثلاثة أو أربعة إعلانات فقط في الصفحة الواحدة.
7 – لا تخفي أي نص أو رابط، مثل أن تجعل حجمه صغيرا لا يمكن رؤيته، أو تجعل لون الخط مساويا للون الخلفية، أو تخفيه داخل شيفرة جافا سكريبت، فـ ''جوجل'' ستكتشف ذلك وتعاقب موقعك سلبا على الفور.
8 – ركز على موضوع واحد أو مواضيع قليلة ولا تتحدث في كل شيء.
كثيرا ما يسألني العملاء عن مبرر ذلك، وعادة أشبه لهم هذه المسألة بأن المريض الذي يعاني آلاما في أسنانه، لن يذهب إلى طبيب ممارس عام، بل سيذهب إلى طبيب أسنان تحديدا ليعالج له آلامه.
بالطريقة ذاتها ترى ''جوجل'' أن الموقع الذي يحوي صفحات تركز على موضوع/ مجال واحد، هو موقع متخصص له أهمية أكبر من موقع آخر يتحدث عن علوم الفلك وأسعار السيارات وأخبار الفنانات وفنون الطبخ.
9- احصل على خادمك الخاص لا المشترك.إذا أردت كسب احترام ''جوجل، فأظهر لها أنك موقع جاد، يعتمد على سيرفر خاص به فقط، له رقم آي بي خاص به، لا يتعطل إلا فيما ندر.
في الختام، تؤكد ''جوجل'' أن المواقع التي تقدم المحتوى المفيد ستجد كل الدعم والتقدير من محرك بحثها، غير ذلك لن يجد أي ترحيب، ولذا احرص على تقديم المفيد الفريد بشكل مستمر.
تحاول ''جوجل'' عرض نتائج المواقع الأكثر دقة في محتوياتها وعدم عرض المواقع المزعجة في نتائج البحث.