السعادة بمفتاح الأدب الجميل

السعادة بمفتاح الأدب الجميل

لطالما تساءلت ماذا يعني الأدب وكيف يؤثر في نفوس المبدعين والمتلقين، أجوبة كثيرة تتسابق أمامي، أجد أكثرها رصانة واتفاقا مع العلم الذي تعلمت وبه تشبعت ـــ وهو علم الإدارة ـــ أن الكلمة الجميلة هي الحافز الأفضل لنفس جميلة وفعل أجمل مصداقا لقول الخالق عز وجل: (مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها).
لك ـــ عزيزي القارئ ـــ أن تتأمل في هذه القصة لترى تأثير الثقافة والأدب المكتسب في النفس البشرية لتعطي أفضل ما لديها في اكتساب المهارات وبناء الحضارات للأمم المتفوقة، لا تلك الأمم التي تعيب أنواعا من العمل وتعيب أهله، فتغيب الصناعة وتحضر ''الشحاذة'' في تلك المجتمعات.
نعود للقصة الشاهد على ما بدأنا به إذ يروي (كاتب غربي) أن أحد مديري الإنشاءات ذهب إلى أحد مواقع العمل، حيث كان العمال يقومون بتشييد مبنى ضخم واقترب من عامل وسأله: ماذا تفعل؟ رد العامل بعصبية: أقوم بتكسير الأحجار الصلبة بهذه الآلات البدائية ثم أرتبها كما أمرني رئيس العمال، أتصبب عرقا في هذا الحر الشديد.. إنه عمل مرهق للغاية ويسبب لي الضيق من الحياة بأكملها.. تركه المدير وتوجه بالسؤال ذاته لعامل آخر: فقال: ''أنا أقوم بتشكيل هذه الأحجار إلى قطع يمكن استعمالها ثم أجمعها حسب تخطيط المهندس المعماري وهو عمل متعب، وممل حينا ولكني أكسب منه قوتي أنا وأسرتي، وهذا أفضل عندي من أن أظل بلا عمل''، أما ثالث العمال فرد قائلا وهو يشير إلى الأعلى: ''ألا ترى أني أقوم ببناء ناطحة سحاب؟
والآن: واضح تماما أن الثلاثة كانوا يقومون بالعمل نفسه لكن الاختلاف الجذري كان في نظرة كل منهم إلى هذا العمل ما سبب اختلافا كبيرا في رد فعلهم تجاه العمل وأسلوب تعاطيهم معه، لندرك دائما أن النظرة تجاه الأشياء هي التي من خلالها نرى الحياة، ولذا فهي أمر في غاية الأهمية، إنه الاختلاف الذي يقود لتباين النتائج، وهي مفتاح السعادة وجزء مهم من وصفة النجاح ، فأهلا بأدب يقود إلى النجاح والفلاح ـــ بإذن الله ـــ فأنعم بها من وظيفة للأدب.

الأكثر قراءة