وسط الطفرة والسوق
حاليا نشاهد ونسمع عن الإنفاق الحكومي والمشاريع الضخمة التي يتم طرحها سواء على المستوى المحلي أوالعالمي وخاصة مشاريع النقل ولمختلف المدن. كما نشاهد على مستوى القطاع الخاص طفرة في المشاريع نتيجة لتزايد وتحرك الطلب للاستجابة للنمو الكبير الذي تعيشه السعودية هذه الأيام. ولعل استمرارية الطفرة والتحفيز ناجمان من الإمكانات المادية المتوافرة واستمراريتها ومع المشاريع الصناعية العملاقة هذه الأيام. وفي الوقت نفسه نسرق النظر نحو سوق رأس المال السعودي (سوق الأسهم) ونجد التباين الواضح بين الواقع الحالي من زاوية طفرة في البلاد وسوق رأس مال لا يستجيب ولا ينظر له بالإيجابية المطلوبة. ونتساءل هل هناك خلل في المنظومة وهل الطفرة الاتفاقية والتوسعية لا تمر على شركاتنا المتداولة وبنوكنا ولا يصيبها أي إيجابية من الوضع القائم. بل ونجد النظرة كان المشاريع والأرقام الفلكية فيها غير حقيقية ولا قيمة لها. حيث نجد أسواق العالم تتداول عند محررات ربحية مرتفعة تتجاوز الـ 15 مرة وسوقنا ما زال دون الـ 13 مكررا عند نحو ١٢.٥ مرة.
الرهبة من ماذا والتي تسيطر على أسواقنا، هل العالم مقدم على كارثة، هل المنطقة مقدمة على كارثة؟ الواقع الحالي وبعد المؤتمر الأخير للدول الإسلامية في رمضان والتغيرات التي شملت الولايات المتحدة ومسكنات أوروبا والصين يمكن أن تدعم استمرار التحسن في سوقنا وتجاوزه حاجز الثمانية آلاف نقطة. التعقل وعدم الانجراف أمر جيد ولكن بخس السوق دون وجود مؤشرات مقبولة تؤثر سلبا في السوق والمتعاملين فيها، ونسأل ماذا حدث بين الربعين الأول والثالث حتى يتم ضغط سوقنا بالصورة الحالية؟ مع أن الأسواق المتضررة بصورة مباشرة لم تتفاعل كما تفاعلت أسواقنا. بعد الإجازة وفي يوم السبت حقق السوق تحسنا ولكن عاود في اليوم التالي إلى سابق عهده.