رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


وزارة الثقافة والإعلام.. محاولة إنعاش للمكتبات

المكتبات منابر العلم، يجب أن تكون ذات ارتباط بجميع فئات المجتمع حتى تسهم في تكوين رافد ثقافي لهم. الملاحظ أن المكتبات من حولنا تعاني ضعفا شديدا في توفير الحد الأدنى من متطلبات المستخدمين في هذا العصر، يقابله جفاء كبير من مجموعات المستفيدين المحتملين منها، والسبب في ذلك غياب حلقة التواصل مع المجتمع.
طالعتنا الصحف المحلية بخبر عن التوجيه باستمرار العمل في المكتبات العامة لـ 22 منطقة ومحافظة خلال الأيام المتبقية من شهر رمضان وعيد الفطر المبارك، بهدف إتاحة الفرصة لرواد هذه المكتبات للاستفادة منها خلال هذه الفترة.
الخبر في صورته يبعث على السعادة، فعندما يزيد الاهتمام بهذه المواقع الثقافية وتعزيز علاقتها بالمجتمع سيجنى فوائد ذلك الوطن بأكمله. وقد يكون من حسنات هذا القرار أن تجد هذه المكتبات من العاملين من يتطوع لنفض الغبار عن أرفف هذه المكتبات.
الحقيقة المرة هي غياب التواصل بين هذه المؤسسات الثقافية وبين جميع أفراد المجتمع باختلاف مراحله العمرية. فلا توجد أي برامج تحفيزية أو تشجيعية تقدمها المكتبات العامة أو المتخصصة في الجامعات لتوفير البيئة الجاذبة لأفراد المجتمع من كبار أو صغار. بل إن الذاهب لهذه المكتبات يعاني من وحشة ووحدة حتى يغادرها.
أتفهم أن هذه المراكز تحتاج إلى الهدوء لتوفير الجو الملائم للباحثين والقراء ورواد المعرفة. لكن هذا الهدوء المخيم أثر في تقبل هذه المؤسسات من قبل أفراد المجتمع حتى هجروها إلا من حاجة ماسة.
المكتبات العامة، والمكتبات المتخصصة في مؤسسات التعليم العالي، تعاني تقليدية في التعاطي مع خدمة أفراد المجتمع، من ناحية البيئة الجاذبة والبرامج التي تنمي حب الاطلاع والبحث لدى الأجيال الصاعدة. كما أن بعضها يعاني ضعف الخدمات أو صعوبة الوصول إليها، حتى زاد هجرانها وبعُد عنها المستفيدون المفترضون.
ما زال الأمل معقودا على الوزير والمهتمين بأن تمنح هذه المؤسسات الوطنية رعاية واهتماما كبيرين حتى تكون رافدا ثقافيا متطورا يتفاعل مع معطيات العصر، ويسهم في تربية الأجيال المقبلة. وأن تتبنى الوزارة مع مؤسسات التعليم بشقيه المبادرة لتفعيل دور المكتبات في المجتمع لخدمة أطياف المجتمع كافة، وبمساهمة ورعاية من مؤسسات القطاع الخاص التي تعجز عادة عن إيجاد فرص للتميز في خدمة المجتمع.
المكتبات في حاجة إلى مبادرة إنعاش قبل أن تموت. المكتبات في حاجة إلى تبني مبادرات اجتماعية تقدم حلولا مستديمة لتطوير المجتمع، وإشغال وقت الفراغ والتعاطي مع المناسبات الرسمية بما يعود بالنفع على أفراد المجتمع. وهذا لن يتحقق إلا بالتفاتة من المسؤولين لمواكبة التطورات التقنية وتلمس احتياجات المجتمع المحيط لسد الثغرات التي يمكن أن تعالجها هذه المؤسسات. المكتبات في حاجة إلى برامج مواءمة مع القطاع الخاص، ومع قطاعات المتطوعين لتنمية الدور الذي يفترض أن تقوم به.
وكل عام وأنتم بخير.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي