التحليل الفني سلاح في يد المستثمر «1 من 2»

التحليل الفني للأسهم عبارة عن طرق وأساليب عديدة من خلالها يمكن دراسة سلوك المتعاملين وتصرفاتهم، وبالتالي معرفة ما يقومون به، أو ما سيقومون به بناء على التوجه السائد فيما بينهم. يركز المحلل الفني على حركة سعر السهم وكمية التداول واتجاه مؤشرات السوق الفنية، وما إلى ذلك من حقائق وأرقام متوافرة، وعن طريقها يحاول التنبؤ بحركة السهم المستقبلية. إن الافتراض الذي ينطلق منه المحلل الفني هو أن حركة الأسعار تخضع لتصرفات محددة، وتتبع مسارات معروفة تأتي على شكل نماذج معينة تتكرر باستمرار، أي أن التاريخ يعيد نفسه، والمطلوب فقط هو اكتشاف هذه النماذج مبكراً واتباع ما توحي به. ويمكننا القول إن التحليل الأساسي هو دراسة وضع الشركة، بينما التحليل الفني هو دراسة وضع السهم.
من الناحية التاريخية، أول من أرسى قواعد التحليل الفني هو تشارلز داو، أول رئيس تحرير لصحيفة "وول ستريت" الأمريكية، وهو أول من بدأ بحساب مؤشرات السوق، ولا يزال مؤشر داو جونز الشهير يسمى باسمه. وأهمية نظرية داو هذه تأتي لكونها الأساس الذي ينطلق منه التحليل الفني، ويمكن تلخيص أهم مقومات هذه النظرية في النقاط التالية:
1- يأخذ مؤشر السوق في الاعتبار كل الأحداث والتحليلات والآراء التي يقوم بها الناس، فالقرار النهائي لوضع السوق نجده دائماً في مؤشرات السوق الرئيسية، التي لا يمكن لأحد أن يعبث بها لأنها تعكس ثروات جميع المتعاملين، وأي محاولة للعبث بها تحتاج إلى مبالغ مالية ضخمة وتعاون عدد من المتعاملين في السوق لتحقيق هدف لا يخلو من المخاطرة العالية.
2- حركة الأسعار تتبع اتجاهات تتغير من صعود إلى هبوط وتستمر لفترات زمنية معينة. فالاتجاه الرئيس الصاعد (أو الهابط) يستمر لمدة عام أو أكثر، ويحقق تغيراً في السعر يزيد عن 20 في المائة، ويتخلل هذا الاتجاه الرئيس اتجاه متوسط يسير باتجاه معاكس، فيقوم بتصحيح مسار الاتجاه الرئيس. وخلال الاتجاه المتوسط نجد تذبذبات كثيرة من يوم لآخر يمكن تسميتها الاتجاهات القصيرة. والافتراض دائماً هو أن الاتجاه سيستمر (صعوداً أو هبوطاً) إلى أن يأتي أمر آخر يغير من هذا الاتجاه.
3- قسّم داو الاتجاه الرئيس إلى ثلاث مراحل، أولها مرحلة التجميع التي تأتي في بداية تحرك الأسهم، ويقوم بها من لديهم معرفة جيدة بالأسهم ومتابعة قوية لها. والمرحلة الثانية هي مرحلة النمو والتصاعد، حيث تظهر نتائج أرباح الشركات، كما توقعه الذين بدأوا بالتجميع في المرحلة السابقة، ويتجه كثير من الناس للأسهم، لتأتي بعد ذلك المرحلة الثالثة التي تعتبر قمة الصعود، حيث تكثر الحركة وتزداد كمية التداول ولكن الأسعار لا تتحرك كثيراً. بعد ذلك يتغير الاتجاه الرئيس إلى اتجاه هابط من خلال ما يعرف بمرحلة التصريف، التي يستغلها كبار المستثمرين في التخلص، ما لديهم من أسهم بالأسعار العالية، فيؤدي ذلك إلى مرحلة الخوف التي يتسابق فيها البائعون للخروج، ويستمر تبعاً لذلك البيع إلى أن يصل إلى مرحلة اليأس التي لا تنتهي إلاّ بانتهاء حالات البيع، ومن ثم يأتي اتجاه رئيس آخر، وهكذا.
4- كمية التداول تتبع الاتجاه، بمعنى أنه في حالة الاتجاه الصاعد تكون الكمية عالية، وتقل عندما تكون هناك حركة تصحيحية على المدى القصير. والشيء نفسه يحدث في حالة الاتجاه الهابط، فتزداد الكمية مع النزول وتقل عندما ترتد الأسعار إلى الأعلى على المدى القصير.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي