رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


البقاع المقدسة وممارسات غير لائقة!

يستقبل الحرم المكي الشريف ملايين المسلمين خلال شهر رمضان المبارك من داخل المملكة وخارجها، طمعاً في الأجر والثواب والمغفرة من عند الله تعالى. مشاهد روحانية كثيرة تثير المشاعر، وتقرب القلوب، وتذيب الفروق بين الناس، سواء كانت اجتماعية أو عرقية. ما أجمل تلاحم المسلمين واشتراكهم في مائدة الفطور المليونية وجها لوجه كل يوم من أيام رمضان!
لكن ما تكاد تبدأ أداء الطواف بالكعبة المشرفة أو تتجول في أرجاء المسجد الحرام المبهر بحثاً عن مكان مناسب للصلاة أو قراءة القرآن أو لمجرد الاستمتاع بوجودك في أطهر وأقدس بقعة على وجه الأرض، حتى ترى بعض الممارسات التي لا تتناسب مع المكان أو الزمان! حقاً لا تليق أبداً بقدسية المكان ومكانته في أفئدة المسلمين، ولا تتناسب مع شهر الرحمة والغفران المفضل على سائر الشهور. نعم تكاد تنزلق قدماك أحياناً على أرضية الحرم الرخامية الراقية الجميلة جراء مخلفات أحد المسلمين التي تعكر صفو المشاعر وتصرف التركيز عن العلاقة المقدسة بين العبد وخالقه (لا أذكرها احتراماً للقارئ الكريم)! تصرفات أخرى لا تليق أبداً، مثل ترك بقايا الأكل على أرضية الحرم الشريف في مشهد، لا أصفه إلا بالتخلف! سلوك آخر يتمثل في عدم الاكتراث بالآخرين عندما يريد بعضهم الاقتراب من الكعبة المشرفة وكأنهم لا يعرفون أن التعامل الحسن والرأفة بكبار السن والنساء والعجزة هو جزء من سلوك المسلم، خاصة في أطهر بقعة في العالم! ولا يقل عن ذلك بعداً عن طهر الحرم الشريف وقداسة الكعبة أن يقوم بعض ضعاف النفوس ببيع بعض الأماكن للمصلين! لا يمكن قبول هذا الفعل المشين، والحق تبارك وتعالى يقول في محكم تنزيله ''إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِي وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ''.
والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح في هذا الموقف المهيب هو: هل المسلم يمارس بعض هذه الأفعال المشينة (المقززة) في منزله أو في مكان عمله، بل حتى أمام منزله؟! أكاد أجزم بأن جميع المسلمين لا يمكن أن يفعلوا ذلك على أرضيات منازلهم أو قريباً منها، كما أنهم لا يمارسون ذلك في مقار عملهم!
إذا كان الأمر كذلك، لماذا يحدث هذا الفعل (غير اللائق) داخل المسجد الحرام؟! لا بد أنه إخفاق في تربية أبناء المسلمين على الأخلاق الإسلامية النبيلة عموماً وتقصير في غرس قدسية الحرم والكعبة المشرفة في نفوس الناشئة خصوصاً. إنه أيضاً إخفاق خطباء الجمعة ووسائل الإعلام في بلاد المسلمين عامة في تأكيد حاجة المسلم لاحترام المسجد الحرام، وتقصير في غرس مبادئ التعامل الحسن مع الناس أجمعين! ختاماً تقبل الله من الجميع صالح الأعمال!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي