رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


المسؤولية الاجتماعية في الأندية السعودية

نشرت ''الاقتصادية'' مقالا للإعلامي بتال القوس في عددها 6854 بتاريخ 17 تموز (يوليو) 2012. تحدث فيه عن غياب المسؤولية الاجتماعية على مستوى الأندية الرياضية السعودية، ثم عرج على دور نجوم الرياضة السعودية، الذي يعتقد أنه غير مفعل بالشكل النافع للمجتمع، ودور لجنة المسؤولية الاجتماعية في الاتحاد السعودي لكرة القدم، ثم اختتم بتجربته التي خاضها مع جمعيتين خيريتين.
ما دفعني للتعليق على المقال، قد يكون السبب نفسه الذي دفع الزميل لكتابة مقاله. غياب الدور المجتمعي لمؤسسات المجتمع المدني وأبرزها الأندية الرياضية في خدمة المجتمع. وضعف توظيف شهرة ونجومية هذا القطاع في خدمة المجتمع. على أن المقال المذكور لم يتطرق كثيرا إلى تجارب مفعلة من أندية ورياضيين قدموا ما يستطيعون.
نادي الشباب مثلا، من أوائل الأندية في تأسيس مفهوم المسؤولية الاجتماعية للمؤسسة الرياضية، والتي يشرف على إدارتها الدكتور فهد العليان. وأخيرا حضر الهلال وبحماس ليؤطر لمفهوم المساهمة الاجتماعية للمؤسسة الرياضية في خدمة المجتمع السعودي، من خلال إنشاء إدارة مستقلة بالمسؤولية الاجتماعية يشرف عليها الإعلامي والرياضي السابق حسين السبيعي، ممثل الشباب في الأمم المتحدة. أما تجارب نجوم الملاعب السعوديين فكثيرة ولا يمكن حصرها في مقال واحد، ولن أتطرق لها حتى لا أغفل جهد أي شخص.
مشكلة أنديتنا الرياضية القديمة الحديثة هي في وجود العمل المؤسسي، الذي لا يتأثر بالأفراد، إضافة إلى ضعف الموارد المستقرة للمؤسسات الرياضية. فأنديتنا تعتمد في غالبها على موردين رئيسين الدعم الحكومي اليسير، وتبرعات المحسنين من أعضاء الشرف، التي غالبا ما تتأثر بالعلاقات الشخصية ومستوى الرضا. وعند معرفة هذه الحقيقة يجب أن نتوقف كليا عن مطالبة الأندية بأي دور في رعاية المجتمع. وهذا ما جعل لجنة المسؤولية الاجتماعية التي أُسست في الاتحاد السعودي منذ زمن، مجرد لجنة على ورق.
الأندية في حاجة إلى التحرر من قيود الفقر، التي تحيط بها، وأن تؤسس على نمط إنتاجي واستثماري حتى تكون قادرة على التخطيط لمستقبلها ومستقبل المجتمع من حولها. بغير ذلك ستبقى أحلامنا التي نستقيها من تجارب عالمية وأندية ومؤسسات رياضية متقدمة، نتأخر عنها كثيرا، مجرد أحلام.
أما دور الأيقونات الرياضية من نجوم، فلا أعتقد أنهم يتأخرون عن أي دور خيري يطلب منهم. لكن المشكلة في المؤسسات الخيرية المنكفئة على نفسها ومجتمعاتها المغلقة، وعدم البحث عن أفكار إبداعية لتنمية الدور الاجتماعي والخيري والاستفادة من مثل هؤلاء النجوم.
يبقى الأمل في أن تلتفت بقية الأندية لدورها الاجتماعي بالمتوافر من مواردها، وأن تواكب تجربتي أندية الشباب والهلال، وسيكون لها دور فاعل قريبا في تنمية واستدامة البناء المجتمعي المأمول.
وكل عام وأنتم بخير...

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي