رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


«مبادرة الخير الشامل» لتطوير العمل الخيري

يعتمد العمل الخيري على مصداقية الجهات الراعية، وتواصلها مع المتبرعين. وقد عانى العمل الخيري في المملكة في فترة ماضية ضعف إمكانات التواصل بين الجهات المستفيدة والمانحين، نظرا لضعف هيكلة وإمكانات هذه الجهات التسويقية والتفاعلية مع المجتمع. ومهما تكن الأسباب خلف ذلك الجفاء، إلا أن العمل الخيري تراجع كثيرا ولم يجد له موطئ قدم ليتماشى مع قدرات المتبرعين، أو احتياجات المستفيدين.
عدد الجمعيات الخيرية في المملكة كرقم يعتبر مقبولا نسبيا، لو كانت هذه الجمعيات تؤدي مهامها بفاعلية. أحد أهم أسباب ضعف هذه الجمعيات هو شح موارد الدخل الدائمة. فأصبح المانحون يركزون جهودهم للجهات القريبة من خلال المناطق التي يعيشون فيها لسهولة الحصول على معلومات عنها. هذا الحال يجب أن نطلق عليه ''ماضي العمل الخيري في المملكة''. فمع مبادرة الخير الشامل يفترض أن يتحول قطاع العمل الخيري إلى قطاع أكثر فاعلية وتأثيرا في إحداث الفروقات على مستوى احتياجات المستفيدين، واستقطاب المانحين.
بوابة الخير الشامل، بوابة إلكترونية لميكنة العمل في العمل الخيري في المملكة وهي نتاج تعاون رسمي بين وزارة الشؤون الاجتماعية وبين المجموعة الوطنية للتقنية من منطلق خدمة المجتمع. هذا المشروع وفر الحلقة المفقودة بين المانحين والجهات المستفيدة. فأصبح قناة للتواصل مع المشاريع التي تنفذها الجهات الخيرية والاجتماعية في المملكة من أي مكان في العالم. تحوي هذه المبادرة على قاعدة بيانات توفر الاتصال والتواصل مع جميع الجهات المسجلة لدى وزارة الشؤون الاجتماعية، من جمعيات خيرية، ومؤسسات أهلية خيرية، وجمعيات تعاونية، ولجان للتنمية الاجتماعية.
يقول أحمد الفضلي، منسق مبادرة الخير الشامل لبرنامج ''معا لبناء المجتمع'' الذي يهتم بنشر ثقافة المسؤولية الاجتماعية، إن هذه المبادرة ''قناة لتسهيل عملية التبرعات لصالح الجمعيات والجهات الأهلية التي تشرف عليها وزارة الشؤون الاجتماعية''. يمكن الوصول لموقع المبادرة من خلال الرابط www.gg.org.sa، أو التواصل مع المشروع من خلال موقع التواصل الاجتماعي ''تويتر'' @KhairShamel.
يبلغ عدد الجهات المستفيدة والمسجلة في الموقع إلى وقت هذا المقال ما يقارب 580 جهة مسجلة بالنظام، هذه الجهات مرخصة من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية لتنفيذ المشاريع الخيرية والمجتمعية داخل المملكة. يتيح لك الموقع التواصل وبشفافية مع المشاريع الخيرية، والجهات المستفيدة. اختيار المشاريع التي تناسب رغبتك في التبرع، كم يمكنك التعرف على الميزانيات المرصودة لهذه المشاريع وما تم جمعه لها، والإنجازات المحققة.
تطبيق مفهوم الشفافية في هذه المبادرة، يعطيها فرصة أكبر للنجاح، ذلك من خلال إيجاد علاقة وثيقة بين المتبرع والجهة المتبرع لها قبل وأثناء وبعد عملية التبرع. أولا لضمان مصداقية الجهات المستفيدة، وثانيا لضمان أن الأموال الممنوحة تذهب في المشاريع التي حددت لها. ما يسهل رقابة الجهات الرسمية على سير الأموال في طريقها الصحيح الذي تم التبرع له.
''بوابة الخير الشامل'' يجب أيضا أن تكون قناة للتواصل بين فرق العمل التطوعي والمتطوعين وبين الجهات الخيرية والاجتماعية، لاستحداث المشاريع الخيرية التي تحتاج إليها كل منطقة، وتنسيق الجهود من خلال مظلة رسمية تتبناها هذه الجهات المستفيدة وتشرف عليها وزارة الشؤون الاجتماعية.
هذا الجهد يذكر فيشكر لوزارة الشؤون الاجتماعية ولوزيرها الدكتور يوسف العثيمين ولجميع الجهات المساهمة لإنجاح هذا المشروع، الذي ينتظر منه أن يصبح القناة الرسمية الأولى في إدارة وتوجيه التبرعات والعمل الخيري في المملكة. وننتظر من القائمين على المشروع إيجاد وسيلة للتعاون مع الجهات المهتمة بالأوقاف لإدراجها ضمن مشروع الخير الشامل. والتعجيل بتنفيذ برنامج الخير الشامل للأجهزة الذكية الذي سيجعل المشروع في جيب كل مواطن.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي